مقالات

قصة النمل الذي اكل بيدر القمح..!

سرى العبيدي||✍️

ليس هناك من بلد أقوى من العراق الذي يتنافس أبناؤه على هدمه منذ أمد بعيد، ولا يزال إلى اليوم صامدا لا ينهار.!!
ما يجري اليوم في بلدنا من استنزاف رهيب لوجوده يؤكد هذه القاعدة: نخبة متنفذة لا ترتبط بالبلد ـ وجدانياـ ولا ترى فيه مستقبلها ومستقبل أبنائها، وإنما مجرد فرصة نادرة لتكديس أكبر كم ممكن من المال ثم التقاعد (الاختياري أو القسري) في بلد أجنبي، لتأتي بعدها نخبة جديدة سرعان ما تشرع في إستنزاف ماتبقى .
القصة كقصة النمل مع بيدر القمح المخزون في صومعة: دخلت نملة فأخذت حبة وحملتها على ظهرها وخرجت، ثم دخلت نملة أخرى فأخذت حبة وحملتها على ظهرها وخرجت، ثم جاءت نملتين فحملتا حبتين على ظهريهما وخرجتا، ثم جاءت ثلاث نملات فحملن ثلاث حبات على ظهورهن وخرجن…..
بيدر القمح كبير، ويتسع لكل النمل، والنمل أيضا كثير.. دوامة من التنافس على النهب لن تنتهي إلا بانهيار البلد، أو بإنتهاء ما في الصومعة … و ذالك بسبب المخاض العسير الذي أنتج دولة معاقة، تسيرها مجموعة عسكرية ومدنية معاقة فكريا و ثقافيا، تتصرف حسب مبدأ ردود أفعال، ويطبعها المزاجية والأنانية في طريقة التفكير،وليس لديها مشروع وطني واضح المعالم للنهوض بما تبقي من هذا المنكب البرزخي، إلا الأستحواذ على ثروته الوطنية بمختلف السبل…
الأحزاب ومن يتزعمها، عبارة عن شركات خاصة، أو أحزاب مخصخصة، وملك خاص لمن يتزعمها، وهي عبارة عن الوجه الآخر والرديء للعملية السياسية التي أفرزتها و دعمتها، لكي يتسني لمصمم العملية السياسية، وهو ليس عراقي بالتأكيد، السيطرة على هذه الأحزاب و توجيهها حسب المناخ السياسي السائد وحسب متطلباته وإحتياجاته، كي لا تشكل خطرا حقيقيا على مصالحه، و ذالك لخلق توازن شكلي يتيح له الخلود في هذا البلد .. إلى أن يستيقظ قائد فرقة عسكرية أو حتى آمر كتيبة أو رئيس حرس، و يستولي على السلطة التي أنهكها النمل..

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار