مقالات

هل انصف الكاظمي القائد احمد سليم بمنصبه الجديد؟

يوسف رشيد الزهيري:
مجموعة من التغييرات والتنقلات،تجريها حكومة الكاظمي الجديدة، ولعل من ابرزها :التغييرات الاخيرة لبعض القادة في وزارة الدفاع والداخلية، وابرزها نقل اللواء الركن “احمد بهجت “من منصب رئيس اركان القوات البرية، الى منصب “قائد عمليات البادية والجزيرة” ويبدو ان خلفية التفييرات والتنقلات والاعفاءات، في مفاصل الدوائر والمؤسسات الامنية ،والعسكرية،والقيادات في الشرطة، جاءت ضمن الخطط الجديدة، لاعادة هيكلة المؤسسات الامنية والعسكرية، لضمان عدم تكرار الاخطاء التي تسببت بالاخفاقات السابقة في ملف الامن، على اعتبار ان الشخصيات المتصدية اليوم لرئاسة الوزراء وحقيبتي الدفاع والداخلية، من رحم المؤسسات الامنية والعسكرية، وعلى دراية كاملة بجميع الهفوات والثغرات التي ادت لتلك الاخفاقات.
اما بخصوص “قيادة عمليات الجزيرة والبادية” تتمتع هذه القيادة باستثناء خاص، حسب رايي الشخصي ومن يتولى قيادتها لخصوصية وحساسية وخطورة موقعها ،والتي تقع على عاتقها مسؤولية تأمين الحدود البرية مع سوريا، والمناطق الصحراوية غربي البلاد، الممتدة ايضا بين محافظة صلاح الدين ،والانبار بحدودها الواسعة، من بين خمس قيادات في المحافظة وهي اخطر بقعة جغرافية امنية ،وصحراوية ومناخية والتي تم تحريرها مؤخرا من قبل القوات الامنية والحشد الشعبي، لكن لا تزال فلول داعش تعتمد على مناطق التسلل ،من خلالها اوفي اقامة معسكراتها او خلاياها الارهابية .
فهل اختيار اللواء الركن احمد سليم جاء مصادفة لاختياره قائدا لهذه القيادة المهمة؟ في ظروف التحديات الامنية،والهجمات المباغتة الاخيرة التي شهدتها صلاح الدين، من قبل تنظيم داعش ..
قد لا يخفى على الكثيرين من الضباط والجنود، الذين عملوا مع القائد احمد سليم منذ ان تدرج بعدة مناصب كامر لواء، او قائدا للفرق العسكرية، كيف يتمتع هذا القائد الشجاع من شجاعة وحكمة وحنكة عسكرية في ادارة المعارك والتخطيط والسيطرة ،وما يتفوق به من مواصفات قيادية،وطنية فذة وشخصية محبوبة، ومهنية ،تسمو فوق الولاءات والاعتبارات الطائفية .. اتذكر كمتابع صحفي سلسلة بعض الاحداث حين قال:احمد سليم بهجت وكان حينها قائدا للفرقة السادسة، في اتصال هاتفي مع مراسل “شبكة فدكـ” في عام ٢٠١٤بخصوص التداعيات والمخاوف من دخول داعش الى العاصمة بغداد ، ان قطعاتنا وبمساندة الحشد الشعبي والعشائر منتشرة على إطراف بغداد باتجاه الانبار من جهة الغرب وباتجاه صلاح الدين من جهة الشمال ومتمركزة في قاطع مسؤولية الفرقة السادسة وهنالك تقدم كبير لقواتنا ولا يوجد اي تهديد يهدد حياة المواطنين في العاصمة بغداد حيث تبعد قطعاتنا عن الحدود الفعلية لمطار بغداد الدولي حوالي 40 كيلو متر تقع تحت سيطرة قواتنا وضمن قاطع المسؤولية .

وأضاف ان الإخبار التي تناقلتها وسائل الإعلام المغرضة بحدوث اشتباك او تقدم باتجاه بغداد كاذبة الغرض منها تشويه صورة الانتصارات التي حققتها القوات الأمنية على الأرض ولتنفيذ غايات أخرى تصب في مصلحة الارهابين .

وطالب الإعلام الوطني ان يقف ضد هذه الهجمات التي لاتقل خطورة عن الهجمات الإرهابية ، ونقل الانتصارات التي يحققها إبطالنا من القوات الأمنية والحشد الشعبي وأبناء العشائر .
وكنت استذكر واتابع وقتها كيف كانت وسائل إعلام تتناقل بين الحين والأخر إخبار عن تحشد داعش قواها بالقرب من بغداد لاثارة مخاوف الناس وضرب معنويات القوات الامنية بغية انكسارهم وهزيمتهم
هكذا هم القادة الشجعان الكبار رغم الانكسار يخلقون نصرا يهزم الاعداء
التقيته ذات مرة في “جامعة الدفاع الوطني للدراسات العسكرية” وحقيقة ابهرني خلقه العظيم وابتسامته اللطيفة التي لا تكاد تفارق شفتيه، لقد ترك انطباعا لدي عن مدى ثقته في نفسه بالحديث، وشخصيته الجذابة، وتواضعه وطريقة اسلوبه المهذبة ..ومن هنا احيي هذا القائد الكبير وكل قادة العراق الشرفاء الامناء، على قضية العراق والدفاع عن الارض والمقدسات.
وهنا اخاطب حكومة الكاظمي :ان رشحتوا هذا الرجل لقيادة الحزيرة والبادية لشجاعته وادارته وقيادته الفذة
فحقيقة هذا الرجل يستحق اعلى ما قدمتموه وما تقتضيه مصلحة القيادة العليا الرجل المناسب يجب ان يكون في المنصب والمكان المناسب ولا بد لليل ان ينجلي .

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار