مقالات

انعكاسات التطورات القتالية في ليبيا على الأمن الإقليمي والعراق.. (وجيب ليل وخذ عتابة)

بقلم الدكتور وفيق السامرائي :
مثلما كان اندفاع قوات الجنرال حفتر السريع في مطلع الشهر الرابع 2019 نحو طرابلس مفاجئا وجعلها شبه مطوقة والسيطرة على عشرات المدن والمواقع، فإن العمليات التعرضية المقابلة الأخيرة والجارية التي شنتها قوات طرابلس وأعادت بها السيطرة على مدن ومواقع عدة واستعادت المبادأة كانت مفاجئة جدا، ولم يُنذِر أحدٌ ولم يتنبأ بالحالتين، ما يدل على أن العالم لم يكن مهتما كثيرا بما يدور هناك رغم تأثير أمن ليبيا على شمال البحر المتوسط.
أما الصدمة الأخيرة، فقد سلطت الضوء قويا على ما يدور.
ما يحدث الآن سجل محطة غير عادية لخطط تركيا الاردوغانية العسكرية/ الاستخباراتية/ السياسية الخارجية في أكثر من دولة عربية، وفي المقابل سجل تراجعٌ في مواقف دول خليجية من خصوم اردوغان (حتى لو كانت الخصومة متسترة) وستعيد حساباتها بردود أفعال ومناورات لمحاولة احتواء تداعيات ما حدث في ليبيا أو مناطق أخرى.
وقد نرى تدخلا تركيا في دول أخرى كاليمن الخاصرة الهشة لدول جنوب غرب الخليج…، ووجود ثقل للإخوان المسلمين هناك له تأثيره، رغم تعقيدات الحركة البحرية والجوية والبرية إلى اليمن.
العلاقات المتميزة بين قطر وتركيا خارجيا واقتصاديا.. ووجود القاعدة العسكرية التركية في قطر وما يبدو من تنسيق، يقابله تحالف سعودي إماراتي غير متطابق الأهداف، أعتبرا (ندين أو خصمين أو مختلفين) قويين للتوجه السعودي الإماراتي.
ليس متوقعا حسم الموقف العسكري في ليبيا (كليا) وبشكل (ساحق) لمصلحة أي من الطرفين لسنوات أخرى، وسيكون شمال سوريا موقع ضغط قوي على الوجود التركي وستزداد فرص التقارب الإماراتي.. السوري قوة.
يفترض أن ما يجري يجعل العراق بعيدا عن التدخلات الخارجية في شؤونه بحكم انشغال الجميع، ومن مصلحته أن (يراقب التطورات /فقط/حاليا/) وينصرف لمعالجة اوضاعه الداخلية.
وفي وصف للوضع التصادمي الإقليمي نكرر قولا شائعا في العراق، هو: (جيب ليل وخذ عتابة).

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار