الدينيةمقالات

السير إلى الحسين أم السير مع الحسين؟

احمد الحسيناوي:
للقضية الحسينية من الآفاق و الفيوضات و الافكار ما لا يحصى و لا يعد و ذلك لان القضية الحسينية قضية بقاء الدين الاسلامي الذي يمثل الحجر الاساس للقضية المهدوية و الركن الاقوى لدولة العدل الالهي و الشرط الأكيد من شرائط الظهور المبارك …
و مهما تحدثنا عن القضية الحسينية فاننا نجد انفسنا من الضآلة و الصغر بحيث نصبح عميان و نحن في وسط الوهج الحسيني فننظر الى النور او الى انعكاسات النهضة الحسينية على البشر او على الطبيعة او على اي شيء آخر متأثر به …
و بهذا الصدد راودني سؤال (حول) المسير نحو قبلة (الاحرار ) ابي عبد الله الحسين عليه السلام مفاده …هل السير الى الحسين ع او السير مع الحسين ع ؟!
و الشائع و المتداول هو السير الى الحسين ع باي غاية كانت او نية عقدت كطلب الشفاء او طلب الولد او قضاء حاجة من حوائج الدنيا او الآخرة و هذا فيه بأس و هو تدني التفكير او التفكر للقضية الحسينية او ظلم للحسين ع حتى مع ورود الاخبار الصحيحة في استحباب ذلك و الحث عليه …
ان الحسين عليه السلام ( سار ) من بلده مدينة رسول الله ص نحو العراق و بالتحديد الى ارضه الموعود بها (كربلاء ) سار لكي يطلب الاصلاح في أمور الدولة الاسلامية و يطالب بقطع دابر الفاسدين من العبث في الدين و يأمر بالمعروف و ينهى عن المنكر و يسير بسيرة جده رسول الله ص مع علمه عليه السلام انه مقتول مسلوب الا ان كل الذي صرح به نفذه بحذافيره لان (طلب الاصلاح ) لا يعني الاصلاح بالضرورة بل طلب لكل الاحرار في ذلك الحين و في المستقبل جيلا بعد جيل ، فسير الحسين ع الى كربلاء هو سير لطلب الاصلاح …
و اما زائريه الكرام فينبغي لهم السير معه لطلب الاصلاح نحو كربلاء و اللحاق بركبه الى حيث الاصلاح الذي نادى به و اسس له و بذره في ارض الاباء و سقاه من دمه الطاهر النقي لتنمو شجرة الاصلاح و تعم أرض المعمورة …
و على هذا النهج و الفهم صار لزاما علينا نحن المصلحون ان نعي دورنا و نصحح نياتنا و نرتقي بها الى اعلى المراتب الحسينية الربانية و نسير ( مع الحسين ) الى حيث الاصلاح في مجتمعنا و دولتنا و انفسنا قبل كل شيء …
و ما سير السيد المفدى الصدر القائد راكبا او راجلا الا سير مع الحسين ع و التحاقا بركب الحسين ع و تعرية للفاسدين و الانهزاميين و الانبطاحيين …
و الحمد لله اولا و اخيرا

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار