السهيل يوقف هدر المال العام

((وان – بغداد))
علاء دلي اللهيبي:
في خطوة تحسب لوزير التعليم العالي وزير التربية بالوكالة الدكتور قصي السهيل فقد تقرر أن يتم وقف طبع المناهج في خارج العراق كما كان معمولا به في السابق، والعمل على توفير متطلبات طبعها في المطابع العراقية التي ستشهد حركة دائبة، وتعيد لسوق المطابع العراقية نشاطه وحيويته، وتفتح المجال لآلاف العراقيين ليعملوا ويكافحوا داخل بلدهم دون أن تهدر أموالهم في الخارج.
قصي السهيل وزير التعليم العالي ووزير التربية بالوكالة بقراره الأخير ساهم في تقليص حجم المال العام الذي ينفق على المناهج الدراسية التي تقوم وزارة التربية بطبعها بالتعاقد مع مطابع غير عراقية تستوفي مليارات الدنانير، ويصل المبلغ المنفق سنويا الى 200 مليار دينار عراقي، بينما سيتم طبعها في الداخل بتكلفة 65 مليار دينار، وهو رقم فيه من الإيجابية الكثير لاعتبارات مرتبطة بكمية الأموال التي سيتم توفيرها للخزانة الوطنية، ومنع إخراج ملايين الدولارات وتسليمها الى أجانب ينتفعون منها، وسيكون هناك مجال للمنافسة بين أصحاب المطابع العراقيين الذين طالما إشتكوا خلال السنوات الماضية من طريقة غير ملائمة في التعامل معهم من قبل وزراء فضلوا المصالح الضيقة على مصالح الوطن، وحرموا مواطنيهم من الإستفادة من العمل المشترك لطبع تلك المناهج في الداخل.
القرارات الشجاعة مهمة للغاية، ومن دونها لن تقوم لنا قائمة، فكثير من المفسدين والطامعين بالمال العام وغير المبالين يتصرفون دون وازع من ضمير، وبالتالي هم بحاجة الى وخزات مستمرة ومواقف شجاعة تمنعهم من الإستمرار في فعل السوء، والتجاوز على حقوق عامة الشعب، فالدول لاتدار بطريقة عشوائية وفقا لإجتهادات السذج من الحاكمين، أو أصحاب السلطة والمناصب، بل لابد من مراعاة حاجة البلاد الى النهضة، وتعريف الناس بحقوقهم من خلال تصدي المخلصين لإدارة الأمور، وعدم الإستسلام لأصحاب النفوذ، والمهيمنين الذين يريدون ضمان مصالحهم على حساب مصالح الشعب.
نحن بحاجة الى الجرأة في التعاطي مع الفساد، وتحقيق الإمكانات الذاتية من خلال الإعتماد على الإرادة المخلصة والواعية التي يجتهد في سبيلها المخلصون، ويقدمون مايستطيعون لبناء الدولة ومؤسساتها وليقولوا : كفى للمفسدين وللراغبين بالمزيد من المكاسب، والنظر بجدية الى مستقبل الأجيال القادمة، وحماية المال العام من الهدر والتبذير والسرقة، والبالتالي النكوص والتقهقر، وعدم القدرة على الإدارة الواعية.
شكرا للسيد وزير التعليم العالي وزير التربية بالوكالة الدكتور قصي السهيل. شكرا للمخلصين لوطنهم ولمسؤولياتهم في أي مرفق ومؤسسة ووزارة، وتحية لكل جهد خير يرعى مصالح الشعب وأبنائه ومستقبلهم ورغبتهم في الحياة.