مقالات

سرايا السلام في ذكرى التأسيس الخالد

(( وان – بغداد))
بقلم جمال الدراجي:
بعد احداث سقوط الموصل ،وتقهقر القوات الامنية العراقية، وبخطوة وطنية نابعة من المسؤولية الاخلاقية والوطنية ،أعلن الزعيم الوطني “مقتدى الصدر” تشكيل (سرايا السلام) لحماية ارض العراق ومقدساته، من المد الداعشي من قبل فلول الجماعات الإرهابية التكفيرية ،كقوة صد منيعة امام قوى الظلام والعنجهية ،المتمثلة بأبشع عصابات ارهابية متمرسة على فن القتال والقتل والترهيب ؛
حيث لبى المؤمنون المجاهدون، نداء الوطن ونداء القائد ونداء التضحية والشهادة، من اجل الذود عن شرف العراق ومقدساته، وبكل الامكانات المتاحة والإمكانيات الذاتية ،من الدعم الداخلي للمجاهدين المؤمنين، بقضية الوطن وتلبية النداء المقدس،
وقد بقيت السرايا خارج التشكيل الإداري للحشد الشعبي، ما حرم مقاتليها من التمويل والرواتب والتعويضات، وحتى التسليح، لكن هذا حافظ على استقلالية قرارها، وانضباط افرادها وهيبة مكانتها وتولت مهام حفظ الأمن في مدينة سامراء المقدسة بشكل أساس على كافة المستويات
والتي كانت شرارة الحرب الطائفية عام ٢٠٠٦ بعد تفجير “مرقد العسكريين “عليهما السلام من قبل العصابات الارهابية لزعزعة الامن واثارة الفتنة الطائفية فيها؛

وقد حافظت “سرايا السلام” وبناء على توجيهات وتعليمات الزعيم الوطني “مقتدى الصدر” على قدر كبير من الاحتراف والمهنية والاخلاقية، بغض النظر عن بعض التصرفات الفردية وسجلت معدلا منخفضا جدا من بعض الانتهاكات بالنسبة لغيرها من الفصائل المسلحة اثناء فترة معارك التحرير ،بل كانت حريصة جدا على التعامل الاخلاقي والانساني حتى مع العدو الارهابي،
فقد حرص الزعيم الوطني الصدر على إظهار السرايا بمظهر القوات الخاضعة لسيطرة الدولة، وتتعاون مع القوات الامنية من اجل الاهداف المنشودة إلا أنها عمليا وتقنيا تحت قيادته وحريص جدا على سمعتها ومكانتها وابراز دورها القتالي والاخلاقي والانساني، التي تتماشى مع السلوك القائم على المهنية والوطنية والعقيدة الاسلامية السمحاء ؛
ومن خلال ذكرى تأسيس لبنة هذه المقاومة الاصيلة الشريفة، نستذكر مواقفها المشرفة في ساحات العمليات وانتصاراتها العظيمة
التي كبدت التنظيمات الإرهابية والكثير من العصابات والتنظيمات الاخرى، المتحالفة معها من فلول داعش والتي واجهت اشرس المعارك التي خاضها ابناء سرايا السلام .وتلقى العدو الخسائر المادية والبشرية ،والمعنوية ،وخاصة في مناطق آمرلي، وجرف النصر، ومحيط مدينة سامراء ،والجزيرة، والبحيرات ، وفي العديد من المحاور في جبهات الصد والقتال ،وقد تفوقت سرايا السلام على القوات الباغية المحتلة عسكريا ومعنويا واعلاميا ،واثبت قدرته القتالية العالية وبدعم ومناصرة من الشعب العراقي وخاصة في مناطق النزاع والقتال العسكري وشهدت الوقائع والصور انتصارات كبيرة ومتلاحقة لسرايا السلام وهو يدك اوكار فلول داعش في كل شبر من ارض العراق كانت تتواجد تنظيماته الارهابية ،.حيث تضاعفت قدرات الارهابيين قتاليا وانهارت معنويا، من جراء الضربات القوية والقصف المستمر على مقراتها واسر مقاتليها ؛

استمرت المقاومة والقتال ٣ سنوات ضد قوات وفلول التنظيمات الإرهابية، وارغمتها على الانسحاب هاربين مما تبقى من فلولهم الى العمق الحدودي السوري، فيما استمرت سرايا السلام في تقديم الدعم والمساعدة الانسانية للاهالي والعوائل النازحة واحلال الامن وتأمين مستلزماتهم وتوفير الرعاية والدعم ،وقد نالت سرايا السلام الاحترام والتقدير الوطني العالمي في صناعة النصر والسلام في اعلى المفاهيم والقيم الانسانية والاخلاقية، وفي اعلى درجات الانضباط العسكري والعقائدي والانساني فكانت انموذجا للنصر واحلال السلام في مناطق النزاع والتوتر وعامل امان وثفة لكل العراقيين، في تثبيت دعائم ومرتكزات الوحدة الوطنية، وحماية ارض العراق وشعبه ومقدساته.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار