مقالات

هل تقوى أميركا على ضمان تدفق النفط عبر مضيق هرمز إذا ماتم منع النفط الإيراني؟ وهل تتمكن إيران من غلق المضيق؟ وما خيارات العراق؟

((وان – بغداد))

بقلم الأستاذ الدكتور وفيق السامرائي:
8/12/2018
خلال حرب السنوات الثماني تمكنت القوات الإيرانية من وقف الصادرات النفطية العراقية عبر الخليج بشكل كامل تقريبا وتوقفت صادراته كليا بعد غلق الأنبوب عبر الأراضي السورية، فأضطر الى إنشاء أنابيب عبر الأراضي التركية والسعودية.
العقوبات الأميركية على إيران تسير ببطء والإيرانيون يخططون لتقليل أضرارها والأميركيون لايريدون التصعيد إلى درجة التفجير المنفلت بسبب حساسية الموقف الدولي.
تتوفر القدرة العسكرية لإيران لغلق مضيق هرمز كليا، إلا أن عملا كهذا سيؤدي (إذا ما استمر) إلى حرب واسعة وشاملة على ضفتي الخليج ما يؤدي إلى أزمة عالمية كبيرة وقد تجد أميركا نفسها معزولة في حالة التدهور الأمني والاقتصادي فتضطر إلى تقييد أعمالها وتخفيف ضغوطها تفاديا لحرب غير محدودة.
غلق المضيق لا يحتاج إلى قدرات هائلة، بل انه ممكن ضمن الوسائل دون تعبئة شاملة، وفتحه بالقوة يتطلب حربا شاملة مع إيران تكون تداعياتها كبيرة على كل أطراف الصراع والمنطقة.
سنوات الحرب مع إيران أثبتت أنهم يخططون بشكل واسع ويتصرفون بهدوء في حالات كثيرة، لذلك من المستبعد أن يَقْدِموا على غلق المضيق، إلا أن تلويحهم بمنع الصادرات عبر الخليج إذا مُنِعَ نفطهم سينفذ فعليا دون شك إذا ما شُلت صادراتهم لفترة طويلة.
اعتمدت إيران في حرب السنوات الثماني أسلوب نشر الألغام، وهجمات الزوارق السريعة تجاه ناقلات النفط وهو أسلوب تصعب مجابهته والسيطرة عليه، ويمكن تنفيذه في الخليج وماوراءه جنوبا.
أيُ تعرض لناقلات النفط سيؤدي إلى زيادة رسوم التأمين ويؤثر على تدفق النفط وفي النتيجة إلى ارتفاع حاد في الأسعار وعرقلة الصادرات جديا.
قد تستغل جهة أخرى حالة التوتر لاستخدام الزوارق السريعة والألغام لالقاء السبب على الخصم.
(وهنالك وسائل تأثير أخرى قد نتطرق إليها في حالة التصعيد).
إدراك مثل هذه التعقيدات سيدفع أميركا في المحصلة إلى البحث، وبضغط دولي، عن تفاهم سياسي لتجنب تداعيات خطيرة.
أما العراق، فيفترض توسعة وإعادة تنشيط خطوط أنابيبه عبر تركيا والأردن وسوريا لاسيما أنه قادر على (مضاعفة) حجم صادراته النفطية مستقبلا وليكون لاعبا أقوى.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار