مقالات

هل أضعفت مغريات زعامة العالم دور أميركا وأجهزتها؟

بقلم الدكتور وفيق ألسامرائي :
من خلال التجربة في الحياة فإن العقل البشري يبقى سيد أجهزة الاستخبارات، وعندما تشح المعلومات تظهر أهمية التحليل في الوصول إلى استنتاجات تعتبر حقائق مستجدة، وهذا لايقلل من أهمية المصادر البشرية والمعدات الإلكترونية.
في كل مكان من العالم نشاهد حضورا أميركيا، وسعة الجبهات، وتعدد المواقف والأهداف والغايات، تؤدي إلى تبعثر جهد الاستخبارات. ودون تقليل من قدرات الأجهزة الأميركية فإن التوسع في الخيال القيادي الأميركي أدى إلى مفاجآت حساسة، ومنها في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية:
1. الفشل والتراجع في حرب فيتنام، ولو كان التقدير دقيقا لما حدث الذي حدث.
2. الفشل في التحديد المسبق لتوجهات صدام وبرامجه الخاصة (جدا).
3. الفشل في كشف واحباط التحضيرات لعمليات 11 سبتمبر 2001.
4. الفشل في الكشف المبكر عن فايروس كورونا في مدينة ووهان وأسبابه، ما أثر على خطط التدارك المسبق.
5. التأخر كثيرا في متابعة وتحديد مكان رئيس داعش وأسامة بن لادن.
6. الفشل في تحديد السلوك القيادي في (منطقة الخليج) والشرق الأوسط، وهو ما أنعكس في لي ذراع القرار الأميركي بتقليص انتاج أميركا النفطي، وهذه هي المرة الأولى التي يخضع فيها القرار الأميركي في موقف كهذا.
7. ومع اننا من دعاة السلام، والتأكيد على اننا ضد ترسيخ العداوات واستخدام مفرداتها، فلم يدرك المسؤولون المختصون الأميركيون تأثر مسؤولين إقليميين بعادات في الخليج وعملهم بها..، ومنها القول السائد هناك: (عدو عدوي صديقي)، فكانوا جامدين بهذا المجال وتعرضوا لمفاجآت. والتعامل المتشدد مع طرف خليجي لحساب آخر، وخسروا كثيرا في العراق..جراء أخطاء شنيعة فصنعوا لهم أعداء بمواقع رسمية دون مبرر، فتعرضوا لمفاجآت بقراراتٍ ممن سمعوا القول الموصوف هناك//في الخليج// كثيراً.
هذا لا يقلل من قدرات الأجهزة الأميركية الواسعة، بل ان التشعب الخارجي الأميركي سيضعف أميركا، وستضطر الى التراجع في مواقع عدة، إن لم تراجع موقفها ويتخلص مسؤولوها من عقد معينة، ومن مصلحتها ومصلحة العالم المراجعة كي لا يقع العالم تحت وطأة طموح وطمع آخرين بالزعامة ممن لهم ثقل (بشري) ونووي واقتصادي كبير. والمطلوب هو عالم تعاون وليس زعامات احادية.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار