مقالات

من يدعم القاسم؟!

د.عاصفة موسى:

عندما كنت مديرة للمكتب الاعلامي في الوزارة كنا نسوق لفكرة قيام كل محافظة بتبني ناديها الرسمي، ودعمه ماديا ومعنويا، وتوفير كل احتياجاته، وبناء قاعدة جميع الالعاب فيه، في ذلك الوقت كانت الاموال متوفرة وميزانية المحافظات طائلة، ممكن تخصيص جزء منها لتطوير الواقع الرياضي ومنه رعاية نادي كل محافظة.

في دول العالم لكل مدينة ناديها الذي يحمل اسمها وتبذل حكومات المدن المال للنادي وتدعم رياضاته التي يتنافس بها على المستويين المحلي والخارجي، طبعا في وقتها لم تلاق مقترحات الوزارة ووزيرها اذنا صاغية، بل شرع قانون بالحاق مديريات الشباب والرياضة إلى المحافظات فحلت الكارثة، عندما اضحت هذه المديريات في آخر اهتمامات المحافظين، واصبحت الأولوية لقطاعات الصحة والتربية والبلديات وباقي الخدمات.

قبل ايام لفت انتباهي خبرا في جريدة رياضة وشباب، يشير فيه الى قيام رئيس نادي الكاظمية سعد عبادي بالتكفل بسكن واطعام وتدريبات فريق القاسم الكروي خلال خوض مبارياته مع فرق العاصمة، ومنح ملعب نادي الكاظمية لخوض الوحدات التدريبية، ومع تقديرنا العالي لهذه المبادرة التي تعكس حرصا وطنيا، ومسعى حقيقيا لاسناد الفرق الفتية التي تشارك في الدوري، بقدر ما اثار فينا الشجون، ان تتجاهل محافظة بكل مؤسساتها، مشاركة فريق بابلي في اهم منافسة رياضية على مستوى البلد، بل لم يبادر رجال اعمال بابليون الى دعم الفريق الكروي وهو واجهة المحافظة على غرار ما فعل رجل الاعمال حسين العنكوشي، الذي تمكن من الوصول الى رئاسة نادي الديوانية، وسخر امواله لدعم فريق كرة القدم الى جانب الألعاب الاخرى، حتى اضحى ظاهرة اثارت انتباه القاصي والداني، وياليت يفعلها الاخرون، لاسيما الحليين لدعم نادي القاسم، وعدم جعله يستجدي اجور النقل والاطعام والتحكيم والرواتب.

شخصيا استبعد اي اهتمام في الوقت الحالي للحكومات المحلية باندية محافظاتها التي تحمل اسمها بسبب الازمة المالية التي بات تأثيرها واضحا على السوق وعلى حياة المواطن، لكن تبقى مسؤولية المحافظات قائمة، وتتطلب الاهتمام بالقطاع الرياضي والبحث عن منافذ لتمويل جميع انديتها او دعم النادي الذي يحمل اسم المحافظة، وهذا اضعف الايمان.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار