مقالات

كارت أصفر ..

بقلم / فراس الحمداني

كارت اصفر..

بقلم / فراس الحمداني

ثمة الكثير من الامور التي حولنا يجب ان ننبه عنها وعن حيثياتها ونحذر من عواقبها .. ولعل برامج الاشرطة الملونة دون تحديدها من بين البرامج التي غفل عنها البعض ولم يجربوا ان ينظروا اليها من زاوية اخرى او حتى من عدة زاويا ..
ولنفترض جدلا” ان برنامج الشريط الاخضر او الازرق او ما ينتج عن مزج اللونين بحسب خبراء فن الرسم بالوان .. لنفترض انه برنامج يهدف الا توعية المجتمع من الجريمة ويوضح بشاعتها وقسوتها ودمويتها ويسعى للحد منها وتقليل نسبها وانهاء حالاتها .. السؤال هنا :
هل نجح بذلك ؟؟؟ .. وهل تنجح مثل هذا البرامج التي تتحدث عن الجريمة و تأخذ المجرم الى مسرح الجريمة ليروي القصة بمعية ضباط الشرطة والذين يذكرونه ببعض التفاصيل التي قد يكون نسي ذكرها بالبرنامج كما ذكرت باوراق التحقيق .. ؟
ولنتوقف لحظة قبل ان نسبر اغوارا” اخرى ذات صالة لنخاطب اصحاب نظرية المؤامرة ممن قد يظنوا او يحاولوا ان يصوروا كلامنا هذا على انه يستهدف وسائل اعلامية معينة تتبنى هكذا برامج او مؤسسات امنية معينة تسهم بأنجاحها .. لنرد عليهم ونقول : كلا والف كلا فنحن دائما” وابدا” مع الاعلام المهني والمؤسسات الامنية وابطالها من كافة الصنوف .. حتى اننا رفضنا تناول تسريبات غير مؤكدة وردتنا بتفاصيل عن وجود اتفاقيات مادية ومعنوية تكلل بعض البرامج التلفزيونية لاننا بالنهاية جزء لا يتجزء من المنظومة الاعلامية والصحفية .. وبالعودة لتلك البرامج محور الحديث اذكر انني كنت جالسا” انا وبعض الصدقاء امام التلفاز وبالصدفة شاهدنا احدى الحلقات من تلك البرامج المذكورة وكانت تروي قصة احد افراد اسرة قتل من اسرته ام لخمس اولاد وبنات بداعي رد الشرف بعد ان اتهمها بالخيانة .. اثناء تصوير الحلقة تجمهر الجي ان والمارة من الشارع امام ذلك المنزل ( مسرح الجريمة ) واخذ المجرم يبكي ويروي التفاصيل .. هنا سألني أحد الاثدقاء الذين كانوا بمعيتي بالمشاهدة وقال .. بأعتبارك صحفي أسألك .. هل يحق لكم بالاعلام اظهار كل ما ظهر الان ؟
وهل تأخذون بنظر الاعتبار نفسية ابناء وبنات الضحية المقتولة بتهمة خيانة الشرف ؟
وما الذي حققتموه بعرض مثل هكذا برامج.. هل اسهمت بخفض معدلات نسبة الجريمة ؟
هنا لم استطع الاجابة .. وقررت ان انقل هذه الاسئلة الى المعنيين بها من القائمين على مثل هكذا برامج ..
واتمنى تقبلها والاجابة عليها بروح رياضية ..

و عن نفسي سأرفع الكارت الاصفر ( انذار )
لكافة المعنيين للتذكير بإعادة النظر بكل ما يضر المجتمع بشكل مباشر ام غير مباشر ..
اللهم اني بلغت.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار