مقالات

لماذا الشيعة !؟

الجزء الاول :.

بقلم عمر الناصر / كاتب وباحث في الشأن السياسي..

خذ نفساً عميقاً وتهيئ لقبول حقيقة ازلية ذات معطيات واقعية وجودها ليس ضرب من ضروب الخيال وليست قادمة من عالم الغيبيات بقدر محاولة ترويض الذات لقبول واستيعاب مديات وامتدادات وترددات ما تحتويه بعض الوقائع والاحداث التي سيجلها التاريخ ليأخذها من اقلام كُتابه المخلصين الذين لا يتم شرائهم سياسياً ليؤلفوا كتباً ومقالات مقابل حفنة من الدنانير او الدولارات ، ولان قول الحق هو جزء من اللبنة الحقيقية لبناء ركائز الوطن وسور الايمان بالمواطنة ولتثبيت دعائم الدين والمبادئ الانسانية السامية ، ليكون لهم مراجعة شاملة للتسلسل الزمني وليشاهدو الصورة بوضوح اكثر ممزوجة ببعد البصر وقوة البصيرة ، واذا لم يكن للذين ليس لهم علم او دراية بعلم الرياضيات او الحساب فلتحاكي افكارهم وتساؤلاتهم عامل المنطق ويعطوا له قليلاً من الوقت لاخذ دوره بالانصاف كي يدلو بدلوه الحق ولو كان على نفسه .

صعب جداً انك تستميت بالدفاع عن مبدأ غير مقتنع به على الاطلاق لان النائحة الثكلى ليست كالنائحة المستأجرة ، ولكون التقاء اي مصالح انية ستكون خاضعة للمتغيرات وليست للثوابت وتكون بلاشك قابلة للطرق والتسخين اذا ما حان الوقت لرفع درجة حرارة الخطاب الشعبوي والتعبوي من فوهة مِرْجَلْ بائس لايفي حتى لتدفئة عجوز اصبح يزعجه الصوت الصاخب .

من البديهيات التي جاءت بها الاديان هو الاقتداء والطاعة بالانبياء والرسل الذين جاءوا برسالاتهم وكتبهم السماوية الي بنو البشر لتكون لنا منهاجاً وطرقاً معبدة للهداية فأستطاعوا ان يوصلوا الناس لقناعة كاملة بأن الايمان والتصديق بهم سيصل قطعاً الى درجة ثبات الاعتقاد والعقيدة والايمان بالله ، ولو تركت جميع الاديان تنشر افكارها وتطبق مبادئها بذات المنهج الواضح وبالحرية الحقيقية التي جاءت بها لتحاكي العقل دون توجيه حزمة من اشعة وانعكاسات وتأثيرات السياسة لقشرتها الداخلية لاستطعنا ايقاف عجلة القتل والتكفير التي فتكت بالانسانية اجمع بسبب معتقدات لا تصلح لشيء ما انزل الله بها من سلطان.

لنحدد مسار اجاباتنا وفق الاسئلة البديهية التي هي محل اتفاق وليس اختلاف ، فاذا كان القرآن يقول ولكم في رسول الله اسوة حسنة فأن حب النبي والاقتداء بأثاره يعد من المُسلمات و الاساسيات التي تدعوا الى الهدى والتقى والعفاف والغنى ؟ واذا كان القرآن يقول انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس ال البيت ويطهركم تطهيراً اوليس من البديهي ان يكون حبهم والسير على نهجهم وخطاهم هو المبدأ الجامع لكل خطاباتنا الدينية والدنيوية !؟ على اعتبار ان ذلك التطهير الذي خاطبهم به الله تعالى يستند على الايمان بثوابت الدين والعقيدة والاعتدال والوسطية الموجودة في التعاملات والمعاملات اليومية ، وبدلي ان بيت النبي( ص ) كان يتوسط بيتا اليهودي والنصراني الذي هو رمز الانسانية اجمع .

اما اذا اردنا التقدم اكثر بالسرد التاريخي فلا يختلف احد على ان الحسين ( ع ) قد سلك نفس الطريق الذي كان عليه ابيه وجده من قبل لاكمال الرسالة السماوية من اجل الحفاظ على الاسلام ولتثبيت دعائم الدعوة الى الله بعد ان ترسخت لديه قناعة صلبة جعلت تلك المبادئ هي مصدر القوة والالهام ورباطة الجأش امام الموت الذي لم يفر منه اطلاقاً .

ان الوهن الذي اصاب الاسلام قد جعل للدين الاسلامي عشرات الفرق والطوائف والتي ستصل لثلاثة وسبعين فرقة حسب قول النبي( ص ) جميعها تؤمن بالله بايدلوجيات مختلفة عن الاخرى واغلبها قد دخلت اليها العوامل والتأثيرات السياسية والقياس قطعاً مع الفارق ، فعلى سبيل الحصر داعش استمد عقيدته وافكاره من روايات قيلت عن اخر الزمان وعودة الخلافة التي هي على منهاج النبوة ليداعب بهذا الشعار مشاعر البسطاء الذين يحبون الدين بالفطرة ، ولو كان داعش حقا لديهم اعتقاد ويقين بأن ايمانهم هو مستمد مو القوة الالهية ومن الاية الكريمة ( كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بأذن الله ) لما كان هنالك اي انتصار لابناء الحشد الشعبي الذين وصفهم التنظيم بالكفر والزندقة والالحاد وحللوا دمائهم واعراضهم ورموزهم ومقدساتهم ، بل ان عدالة الله ستنتصر لمن يدافع عنها في اخر المطاف .

سأحاول الدخول وابحث بالعوامل المحيطة بنا واقول أن الشيعة يعيشون اليوم بين مطرقة التحديات السياسية وسندان التحديات العقائدية ، بل هي تحديات شيعية شيعية و تحديات سياسية -شيعية بالاضافة الى تحديات شيعية – تكفيرية في ظل وجود خطابين الاول شعبوي يخاطب طبقة من الناس ويستغل آلامهم ومعاناتهم جزء من السياسيين يستخدمونهم عند احتياجهم الى الشحن الطائفي من اجل الصعود على اكتافهم والثاني خطاب استنهاضي يشحذ الهمم والمعنويات من اجل مواجهة التحديات التي تحدثنا عنها في اعلاه واهمها مواجهة خطر التكفير.

يتبع …

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار