مقالات

كتب علاء اللهيبي مقال بعنوان “خارطة طريق لعبد المهدي”

((وان – بغداد))
علاء دلي اللهيبي:
أكثر مايحتاجه رئيس الوزراء عادل عبد المهدي في هذه المرحلة مجموعة قوى سياسية مخلصة ومضحية ومستعدة للتنازل، ورجال سياسة حقيقيون، وليسو إنتهازيين ولامنافقين ولاباحثين عن مجد شخصي على حساب الوطن.فالعراق بحاجة الى نهضة عمرانية، واستثمارات كبرة في قطاعات مختلفة، ومثلما إن هناك حركة إستثمار في قطاع النفط الذي مضى عليه سنوات عديدة، فمن الأولى أن ينسحب ذلك على بقية القطاعات..وصحيح إن الوضع الأمني والتدخلات الخارجية والمنافسة بين قوى خارجية في الداخل العراقي، ووجود قوى سياسية وعسكرية تتقاطع في الرؤية والمزاج، فإن ذلك لم يعد مبررا كافيا يمكن أن يعتمده رئيس الوزراء ليعتذر عن تحقيق الانجاز فقد أخفقت الحكومات المتعاقبة في تمكين الدولة العراقية من تحقيق بعض التغيير في الرؤية والنجاح بإستثناء عهد رئيس الوزراء حيدر العبادي الذي شهد تحقيق توازن أمني مهم، وهدوء وترتيب للبيت العراقي، وتحجيم للطائفية، إلا إن المرحلة الحالية هي مرحلة النهوض الاقتصادي، والاستثمار في مجال اعادة اعمار المناطق المتضررة من الأعمال الحربية، وإعادة توطين النازحين، وتوفير الخدمات الاساسية، وفرص العمل المناسبة دون الإعتماد على القطاع الحكومي الذي لم يعد قادرا على توفير متطلبات سوق العمل مالم يكن الاستثمار المفتوح سبيلا لذلك حيث يمكن للشركات العالمية ان تستقطب عشرات إلاف العراقيين للعمل في مشاريع جديدة في مجال البناء والإعمار والطرق السريعة والموانيء والاتصالات والماء والمجاري والسدود والجامعات والمستشفيات ومحطات توليد الطاقة الكهربائية والمدارس والمعاهد.
العراق بحاجة ماسة لتطوير الطرق وإستحداث شبكة عالمية بالاعتماد على شركات كبرى متخصصة لأن تلك الطرق مهمة لتطوير قطاع السياحة والتبادل التجاري، ونقل البضائع والمسافرين، ومثلما اننا بحاجة الى مطارات حديثة وموانيء وسكك حديد تربط العراق بالجوار، فان الطرق البرية تمكننا من بناء أساطيل من الحافلات الحديثة بالاعتماد على شركات خاصة محلية واجنبية، وكذلك شاحنات لنقل البضائع بين العراق ومحيطه الطامح المتمثل بدول غنية وقوية ومؤثرة كتركيا وإيران والسعودية والاردن وسوريا والكويت، ومنها الى دول أبعد. ومايوفره تحديث الطرق يتعدى النقل الى التوطين حيث يمكن ان تبنى حواضر سكانية على جانبي الطريق الحديث وفنادق ومجمعات تجارية ومحطات وقود وشركات إتصال وسواها لخدمة المسافرين وشاحنات نقل البضائع.
العراق ينتظره مستقبل مختلف علينا ان نتحرك بسرعة لمواكبته وعدم التأخر عن ركب العالم المتقدم.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار