كتب الصحافي هادي جلو مرعي مقال بعنوان “إنها تمطر منذ آلاف السنين”

((وان – بغداد))
هادي جلو مرعي:
بالفعل، وعبر آلاف من السنين، وربما الملايين منها كانت السماء تمطر، ولاندري، وقد يكون منذ بدء الخليقة التي لانعلم متى بدات، فعلمها عند ربها كانت السماء تمطر. وفي كل عام نعرف متى يأتي الخريف، ومتى ينتهي الشتاء، ومتى يبدأ الصيف الساخن، نعرف مواسم النماء، ومواسم العطش، ونعرف كيف نلتحف الصيف ابانا الذي تمرد علينا بعد ان صار شريرا بفعل التغير المناخي، وصار الشتاء صيفا فلم نعد نلتحف، وصرنا نستخف بالشتاء، ونهاب الصيف الدكتاتور المتجبر الذي يفضح عرينا، ويكشف زيف حكوماتنا وحكامنا والقائمين على أمرنا، فالمياه تقل مع ندرة المطر، والكهرباء تنقطع عندما تشم رائحة الصيف، وينشغل السياسيون بالمناصب والمكاسب ويهملون واجباتهم تجاه الشعب المغلوب على أمره.
إنها تمطر منذ آلاف السنين لكن العراقيين لايعتبرون، واعني النخب الحاكمة التي تهمل المياه الناتجة عن سقوط كميات هائلة من الأمطار سواء العابرة من إيران الى شرق العراق، أو تلك التي تجري في نهري دجلة والفرات، وعبر روافدهما، ونهر ديالى الذي ينبثق من منحدرات جنوب كردستان وشرقه، فلاسدود ولابحيرات صناعية، وينشغل المسؤولون بتبديد وتصريف مياه السيول كما في شرق العراق القادمة من مندلي والجيزاني، والمارة بسهول واسط حتى محافظة ميسان، وتمرر الى نهر دجلة، ومنه الى الخليج دون فائدة، وكان يمكن تلافي النقص الحاصل في كميات المياه في فصل الصيف، وماتعانيه مدن الجنوب لو كان هناك تخطيط وبرامج تعد سلفا لتلك الموارد لكي لاتهدر وتضيع.
نحن نخون المياه للأسف.