مقالات

كتب الدكتور وفيق السامرائي مقال بعنوان “الصدمة والرعب.. هل تنفجر كرة النار السعودية؟”

((وان – بغداد))
خارج الموضوع: بدل أن يتعض من سلسلة الهزائم الكارثية ويتفاعل بروح إيجابية مع الرئاسات الجديدة الثلاث ويتعاون مع عبد المهدي الشخصية المعتدلة، خرج من توارى بعد هزيمة 16 أكتوبر 2017 والفشل الشنيع في فرض مرشحه لرئاسة الجمهورية، ببيان ممتلئ بعبارات (التخوين والدناءة) ضد من شارك ببسط سلطة الدولة ووصف الوجود القانوني العراقي في كركوك.. بالاحتلال ويتضمن اعترافا واضحا بالتصدي للقوات العراقية من قبل مسلحية الذين فروا. ومن الضروري حرمانه من النفوذ إلى أي موقع حساس، فالعملية السياسية ليست في حاجة إليه.
……….
نعود إلى العنوان:
لم يُصدَم العراقيون بقصة اختفاء الصحفي السعودي جمال خاشقچي، بعد أن فَجّرَ آلاف الرعاع من الإرهابيين السعوديين أنفسهم وسط المدنيين العراقيين في حربي القاعدة وداعش..، بل أن الذين صُدِموا هم حكام السعودية بانتشار القصة على مدار الأرض واهتزاز صورة النظام في ذهن البشرية كلها لتتحول إلى كرة نار تنذر بمتغيرات استراتيجية مذهلة، لأن من المستحيل أن تمضي من دون تداعيات كبيرة حتى لو تهدأ مرحليا افتراضا ضعيفا.
الأتراك تصرفوا ببراعة وهدوء في قصة خاشقچي وأوصلوا الرسالة إلى كل فرد في العالم، وبدأ أردوغان يتحدث عن أن تركيا هي الوحيدة القادرة على زعامة (العالم الإسلامي) التي كانت السعودية تسعى بشتى الوسائل تقلدها وقلنا مرارا بأن سعيها هراء.
لن نتحدث عن العقوبات الدولية على النظام السعودي لأنها لن ترتقي إلى مستوى الشجب البشري العام، بل عن لغة التهديد السعودية بفرض عقوبات مقابلة صادمة، منها:
1. سحب الاصول والاستثمارات والأموال السعودية من أميركا، والحقيقة الصادمة لهم هي أن هذه الأموال والممتلكات قد تتعرض للحجز كما فعلت أميركا مع الأموال الإيرانية بعد سقوط الشاه، أو أن تبيعها السعودية بثمن بخس وبصعوبة، خصوصا مع احتمالات اثارة احداث 11 سبتمبر.
2. أن تنتقل السعودية طالبة الصداقة مع من عادتهم وتمادت ضدهم فكلام هراء؛ لأن حالة العداء والحروب.. تسببت في كسر للعظام لا يٌجبَر، فلا اليمن ينسى ويتوقف ولا حتى حزب الله ينسى، أما إيران فلها استراتيجة واضحة بعيدة عن النظام السعودي…
3. أن تقوم السعودية بقطع إمدادات النفط فكلام فاضٍ، ومنذ نحو سنتين ذَكَرْتُ أن من مصلحة العالم الحر وضع الخطط والتدابير للسيطرة على منشآت النفط السعودي إذا ما حدث إنفلات هناك، لمتطلبات أمن العالم وحياته.
4. أما أن تدعو السعودية روسيا إلى اشغال قاعدة جوية في تبوك فلن يترك أثرا على المعادلات، والروس يدركون أن الخطر على الطاقة يعني حربا مدمرة لا أحد يريدها.
5. الأموال المطلوبة لتجنب التصعيد لم تعد مليارات بل ترليونات، لكن أميركا وحدها ليست قادرة على احتواء الموقف.
ولا يساعد ولا سهلا ولا منطقيا وسيُثبِت التهمة على كل النظام إذا ما قرروا إعتبار قصة خاشچقي تصرفا من موظفين لا علم للأمير به بعد الكشف عن وصول فريق من 15 شخصا من السعودية الى اسطنبول في وقت الاختفاء.
التهديد السعودي لدول الاعتدال الخليجي بات من الماضي، والعراق أقوى والتدخلات السعودية السافرة في شؤونه ستصبح خطا أحمر، وحرب اليمن ستنتقل الى مطالبات يمنية بمال وأراض وو
قلنا مرارا إنهم كانوا يلعبون خارج طاقتهم، فالمال ليس كل شيء، ومهما بلغت مؤهلاتهم فليسوا كما كان صدام الذي حاولوا استنساخه سعوديا وقد رأينا إلى أين ساقته تقديراته الكارثية، ولا ننسى احتمالات الانقلاب الداخلي إن تداعت المواقف.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار