مقالات

كتبت ديما الفاعوري مقال بعنوان “رحلتي الى بغداد”

((وان – بغداد))
كتبت الصحافية ديما الفاعوري رئيس الاتحاد العربي للإعلام الإلكترونية فرع الاردن، عن رحلتها إلى بغداد، في السادس العشرين من شهر يناير ٢٠١٨ .

وقالت الفاعوري : حطت اقدامي مطار بغداد الدولي للمشاركة بمؤتمر عن انتصارات الجيش العراقي تلبية لدعوة من الزميل والاخ الدكتور صالح المياحي رئيس الاتحاد العربي للاعلام الالكتروني.

كانت هذه هي الزيارة الاولى لي للعراق، في الواقع كنت خائفة خاصة وانني سمعت الكثير عن الوضع الامني السيء في العراق، فضلا عن ان جميع معارفي من العراقيين بالاردن لم يقصروا باعطائي صورة سوداء وقاتمة عن الوضع في بغداد مثل ” انتبهي انتي اردنية ” ” اكو احد يروح البغداد شنو انتي مخبلة” لكني احب التحدي والمجازفة لقناعتي بأنه لن يحدث سوى ماقدره الله وان الاعمار بيد الله ، المهم كان هدفي تحقيق حلمي بالسفر للعراق .

عند خروجي من باب المطار مع والدي الذي كان برفقتي وجدنا باستقبالنا اعضاء من الاتحاد وسيارتين من الامن الوطني الذين رحبوا بحرارة بقدومنا وفي الطريق الى مكان اقامتنا لم استطع ان اخفي دهشتي لجمال بغداد عاصمة الرشيد، جمال اشجار النخل والشوارع المرتبة الواسعة وكان احد اعضاء الاتحاد يشرح لنا الوضع في بغداد حاليا وماكان عليه سابقا. وصلنا الى مقر الاتحاد في العاشرة صباحا وكان الفطور او “الريوك البغدادي” حاضرا ، مائدة شهية واطباق منمقة وتحمل اصنافا متنوعة ، ومن ثم تم اصطحابنا الى منزل الدكتورة ندى البياتي للاقامة هناك، دكتورة ندى من الطف الشخصيات النسوية التي قابلتها في حياتي طيبة، حنونة، لبقة، قامت بتعريفنا على اسرتها الرائعة التي كانت مثالا يحتذى في كرم الضيافة، في االيوم التالي كان يوم الاحتفال وهنا ذهبنا الى المسرح الوطني وكان مملوء بالعناصر الامنية ، وهنا احسست بأن المكان آمن. بدأ احتفال الاتحاد العربي للاعلام الالكتروني برعاية مندوب رئيس الوزراء العراقي وكانت المدرجات تعج باعداد غفيرة من قيادات الجيش العراقي والشرطة والحشد والفصائل المسلحة بكافة مسمياتها او بمايسميه بعض الجاهلين “بالمليشيات” .

صعدت على منصة المسرح لالقاء كلمة باسم فرع الاتحاد بالاردن كان الترحيب والتصفيق لا يذكر وكانهم خائفون مني او غير أبهين لحضوري كانت كلمتي موجزة ولكني احسست بأنني انصفت القوات العراقية ووصفتها بالبطلة كانت كلماتي صادقة ونابعة من قلبي واحسست بتغير المعادلة عندما رايت الجميع يصفق بحرارة ودموع والدي كانت تملأ عيناه فخرا بما صنعت، شاركت بالاحتفال والجميع يعتبرني من “اهل البيت” لم اشعر بأني غريبة او ضيفة وقفت الى جانب مندوب رئيس الوزراء والدكتور صالح وانا اقدم الدروع والشهادات لكل المشاركين بغض النظر عن انتماءاتهم ومذاهبهم ، هنا شعرت بأن في العراق رجال وطنيون ، شعرت بوطنيتهم وحبهم لبلدهم واعتزازهم بماقدموه دفاعا عن وطنهم ، ربما ماحدث في العراق كان خارجا عن ارادتهم ولكن ليس بالصورة التي يقدمها الاعلام العربي، تبا له من اعلام حاقد ومدفوع هكذا كنت اقول في قرارة نفسي، بعد الاحتفال ذهبنا الى منطقة الكاظمية لتناول العشاء برفقة والدكتور صالح والدكتورة ندى واعضاء الاتحاد هذه المنطقة الدينية التي اخذت اسمها نسبة الى مرقد الامام موسى بن كاظم عليه السلام، كانت تعج حركة من قبل المواطنين في المطاعم والشوارع ، منطقة حيوية بامتياز”. إنتهى

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار