مقالات

فانتازيا تشكيل الحكومة

بقلم جمال العراقي:
اكمل السيد الكاظمي تشكيلته الوزارية وبكل أريحية ، حيث تعد هي الأسرع تشكيلاً بين الحكومات ، وقد أمتنعت جميع الأحزاب السياسية عن تسمية وزراء فيها ، وأعطت السيد الكاظمي مطلق الحرية في اختيار وزرائه، وكان الجميع متفقاً على ان يكون الوزراء من التكنوقراط، ولاول مرة ومنذ سقوط “النظام البائد” تتشكل حكومة بعيدة عن المحاصصة ويكون وزرائها من المتدرجين وظيفيًا ومن داخل الوزارة ، وقال: مصدر مطلع ان السيد الكاظمي كان يعمل على تشكيلتهُ الوزارية منذ أول يوم تم فيه تكليفهُ ، وبالفعل اختار من يستطيع العمل في كابينتهُ الوزارية ، ومن دون فرض اي مكلف عليه !!!!!
وتعد هذه النقطة من اهم مقومات النجاح ، حيث من المؤمل ان تقود هذه الحكومة البلد في المرحلة القادمة ، بعد فشل المكلف السابق السيد “الزرفي”
ومن قبله السيد “علاوي” لأسباب عدة ، من أهمها عدم استطاعتهما إقناع مكلفين تكنوقراط في كابينتهما،
مما أدى الى اعتذارهما تباعاً.
وأخيراً تمنى رؤساء الكتل نجاح السيد الكاظمي في قيادةِ البلد وإخراجهُ من الأزمات “الصحية والاقتصادية”
الى بر الأمان .

كل ما تحدثت به كان من وحي الخيال او ما يتمناهُ كُلُ مواطناً عراقي ، و تشير جميع المُعطيات على النقيض من ذلك ، حيثُ أكدت مصادر إعلامية ان السيد الكاظمي يواجهُ نفس الظروف التي أفشلت مساعي المكلفَيَنِ السَاَبقينِ لتشكيل حكومتهما ، و مرةً أُخرى يريد الجميع تقاسم “الكعكة” وبدون هوادة ، حيث المكون الكردي لا يريد استبدال أيً مِنّ وزراهِ وتحالف القوى السنيِ يريد وزارة الدفاع ، والأحزاب والتيارات الشيعيةِ كذلك ، الكل يريد وبدون استثناء
الرحمة “نسألكم بالله” انا ممن يؤمن “بالاستحقاق الانتخابي” وأعتبرهُ حقٌ مشروع ، ولكن ليس على حساب المهنية تُقَدَم المحسوبية والمنافع الفئوية الضيقة …
واتسائل لما لا تأخذون استحقاقكم من خلال “سلطتكم التشريعية” ؟
هذه السلطة التي لو وظفتموها بالصورةِ الصحيحة منذ التغيير ، لكانت الأمور على خير ما يرام ، ولما كان البلد اليوم يصنف في مقدمة البُلدان استشراءً للفساد حسب تقييم المنظمات الدولية المختصة ،
وكما قال : الرئيس الأميركي الراحل أبراهام لنكولن ،
“معظم الرجال تقريباً يمكنهم تحمل الصعاب ، لكن ان اردت اختيار معدن رجل فاجعل لهُ سلطة”
لذا ارجوا من اصحاب الرأي والقرار في الأحزاب والتيارات جميعها ان يدعموا “مكلفهم” وترك اختيار أعضاء كابينتهُ الوزارية له ، ليكون المسؤول الأول والأخير عن نجاحها او فشلها لا سامح الله ، وهذا حسب ضنيِ لمصلحتكم
كي لا تكونوا “شماعة” التي دائماً ما كان يعلق عليها رؤساء مجلس الوزراء السابقين ما يفشلون في تحقيقه ،
وفي نهاية مقال هذا اتمنى من الله سبحانه ان يمن على بلدنا و أبناء شعبنا العزيز بوافر الصحة والأمان.
ملاحظة : كل ما ينشر من مقالات تعبر عن رأي الكاتب، ولاتعتبر من سياسة الوكالة، وحق الرد مكفول.

أخبار ذات صلة

تعليق واحد

  1. هذا ما يتمناه الشعب العراقي المظلوم منذ سقوط الطاغيه ولاكن الكتل السياسيه لا ترى في العراق الا المغانم والفائده لا تراعي ابسط حقوق الشعب المظلوم (اذا الشعب أراد الحياه فلا بد للقيد ان ينكسر ولابد لليل ان ينجلي)

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار