مقالات

الحكومة العراقية ستتشكل من مقهى أبو راشد!؟

بقلم ✍️عمر الناصر/ كاتب وباحث سياسي :

في السابق كانت جميع الحركات التحررية والثورية تنطلق من المقاهي الشعبية والصالونات الثقافية والملتقيات الادبية، بأستثناء فترات زمنية معينة كانت فيها عيون ومجسات الانظمة الشمولية تجلس وتراقب بقوة في تلك الامكان ، في محاولة للتضييق على الحريات وخوفاً من قلب انظمة الحكم على يد الطبقة المثقفة ، ربما سيتساءل البعض من هي مقهى ابو راشد، بأختصار هي ملتقى يجمع عدد من الشخصيات السياسية والاعلامية والصحفية وتقع في منطقة الكرادة ، حالها حال اي ملتقى ثقافي اخر تتبادل فيه وجهات النظر يجلس فيه الاصدقاء للتسامر وللحوارات الثقافية والسياسية، ولا احد يعلم ربما ستكون يوماً ما مركز للفكر ورسم استراتيجيات على غرار ما موجود في بعض دول العالم.

معاهد رصينة ومؤسسات دوماً ما تحدد التوجهات والمسارات الفكرية وتضع بصمات وخطوط عريضة للسياسات ، وترسم استراتيجيات ناجعة للعمل بأليات قريبة ومتوسطة وبعيدة المدى ،خطط ذكية ترتكز على اقامة علاقات متوازنة مابين الدولة والقوى الاقليمية تضع مسارات واضحة المعالم ، مثلما تفعل مراكز الفكر Think tanks التي بلغت اكثر من ٧٨١٥ مركز بحثي في العالم ، و في اميركا فقط ١٨٧٢ مركز مثل معهد كير كارنيغي للسلام الدولي او مؤسسة بروكينغز، اللذان يضعان برامج قل نظيرها بين دول العالم تستند لعملية استشراف المستقبل من خلال تفكيك خوارزميات المعطيات لتحديد معايير ومحددات السيادة.

لم تعد للمصادفة والعشوائية لها دور ومكان في وضع الخطط التي تسير عليها الدول لذلك تجد حتى وان ذهبت الحكومات والرؤساء لن يكون هنالك تغير في سياسة الدولة ، ومثال على ذلك ماتسير عليه الولايات المتحدة ، اي بمعنى ان هنالك فصل تام بين الحكومات والسياسة العامة التي تسير عليها المنظومة المؤسساتية ، فهي لاترتبط بأي شكل من الاشكال مع رموز الدولة والرؤساء وصناع القرار ، على العكس تماماً مما هو موجود لدينا في الشرق الاوسط عموماً وفي العراق بشكل خاص ، فأن سياسة الدولة مبنية على قوة القرار التنفيذي الحكومي المرتبط بالارادة السياسية ، ويرجع ذلك لضعف وجود تناغم واضح وخطط رصينة تستند على مراكز دراسات غير مسيسة تساعد الدولة على تحديد البوصلة التي تتناسب مع الوضع الاقليمي ، من باب التحرك الاستباقي لايقاف اي استهداف يخص الامن القومي لدينا.

مارك كوين يقول ماليس معقولا اليوم قد يكون منطقياً غدا ، واقول كم نحن بحاجة اليوم لاستثمار تلك المقاهي والمنتديات الثقافية لالتقاط واستقطاب الكفاءات والعقول وتسليط الضوء عليهم في المؤسسات الحكومية والوزارات التي عجزت الاحزاب والقوى السياسية من الوصول اليهم ، لايجاد البديل المناسب من خلال ذلك الذي ربما سيكون له دور كبير في تأسيس عرف سياسي جديد بدلاً من العرف السياسي الذي هو موجود اليوم عند اختيار رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء.

انتهى …

خارج النص / تأسيس مركز جامع لافكار المراكز البحثية سيعطي خارطة طريق حقيقية للحركة التصحيحية ..

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار