مقالات

إستعمار الفكر واحتلال الضمير..!؟

بقلم ✍️ عمر الناصر/ كاتب وباحث سياسي ..

رُب سائل يتساءل عن ابجديات المواطنة ورب مُنظر يستفيد من ذلك من اجل التنظير او التثقيف لايدلوجية او مسار معين ويُجير ذلك لغايات قد تكون نبيلة في ظاهرها وقمة في التزلف والانبطاح امام الغير في داخلها وقد يكون من اولويات الفكر المتجدد هو الانفتاح الذهني والروحي والفكري والوجداني تجاه الاخرين قبل ان يكون هنالك انفتاح ديني لكسب عواطف الناس وقلوبهم في طبيعة الحال.

العالم المادي مهتم جداً بلغة الرياضيات وعلم الفلك والاقتصاد اكثر من اهتمامه بمواد اخرى، واستخدام لغة الاعداد هي من اكثر الطرق والوسائل الحياتية الفاعلة التي لايمكن لاحد ان يوقفها سواء كانت في التعاملات او في المعاملات ، واساليب السيطرة على الذات هي ذات الوان مختلفة منها مايكون بالطرق النفسية ومنها مايكون بالطرق الكلاسيكية ، والتلون السياسي هو احدى طرق وحدة معالجة البيانات وديمومة التملص من تحديد بوصلة القرارات المفصلية التي تنعكس سلباً على اداء منظريها.

بعض الايدولوجيات التي انتشرت بشكل واسع قد لاتجد اهتماماً ملموس، وافكارها بعض الاحيان قد لاتلاقي رواجاً كبيراً داخل محيط مجتمعها التي انبثقت منه فيكتب لها الشلل والفشل هناك ، بينما تجد الكثير منها تجد قد اصبح لها صدى مؤثر وانتشاراً واسعاً في مجتمعات اخرى وللتاريخ شواهد عديدة ورغم ذلك فهي تواجه تحديات كثيرة تجعل من انتشارها واسعا ًبين فئه مجتمعية معينة وليس للجميع .

ليس من السهولة التمرد على الذات وتكسير شرنقة التيه الفكري الذي يعاني منه البعض قبل ان تترسخ لديهم القناعة الكاملة بأن التحول من مسار مفصلي الى مسار اخر لا يتم عن الا طريق اتخاذ القرارات الجريئة غير المطروقة وبلا شك سوف لاتكون حتى ردود الافعال هي ذاتها التي تعود عليها الفرد في بقية سلوكياته مع الاخرين.

ان الاستعمار له اوجه عدة وعادة مايأتي بطرق مختلفة سواء استعماراً نفسيا او استعماراً سياسياً او اقتصاديا، وينبغي الاخذ بعين الاعتبار أن استعمار الفكر واحتلال الضمير هو من اخطر انواع الاستعمار الذي يسيطر على عقول البشر لتغييبهم تماماً عن الواقع المؤلم الذي يعيشوه وهو الصديق الوفي والمرافق الاقدم لانعدام الضمير ، ولان التخلي عن المبادئ والثوابت الانسانية النقية تجعل الانسان مجرداً من اي اداة فكرية يستطيع المبارزة بها او اجترارها عند الحاجة بعيداً جداً عن المبادئ النقية قريباً الى انانيته وماديته …

عمر الناصر / كاتب وباحث سياسي
—————————————————————-

خارج النص / الضمائر الحية التي لاتقبل الانصياع لرغبات النفس الامارة بالسوء تستحق رفع القبعة .

ملاحظة : ان كل ما ينشر من مقالات تعبر عن رأي الكاتب، ولا تعتبر من سياسة الوكالة، لذا اقتضى التنويه

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار