الثقافية

وصية الله على ابواب دار المسنين

وصية الله على ابواب دار المسنين
✍️: عبير القيسي

بالرغم من التحذيرات القرآنية الكريمة والوصايا العظيمة التي تحث الانسان على بر والديه وطاعتهما فيما يرضي الخالق، وعلى الرغم من تطور وسائل المعيشة واساليبها وسهولة فهم الناس لما يقومون به من أحقية تصرفاتهم وبطلانها تطورت الشعوب في علمها وعملها لأنها تمتلك اخلاق قويمة تحترم الاسرة وتقدس مفهوم الابوين وعلى العكس الابوين يقدسان الابناء فيحسنا تربيتهما، الا أن العراق بلد الانسان الاول، بلد الحضارات الاصلية التي انطلق منها تعليم العالم وكتابة الحروف وقرائتها،
أعجب اليوم وأي شخص واعٍ من القاء البعض أمهاتهم أو ابائهم في دور المسنين ورفضهم التام أن يستقبلوهم حتى في مناسبات الاعياد، هذه الأم ومن لا يعرف قيمتها؟ من يجهل رضاها واسباب السعادة في الدنيا والاخرة تتوالى من رضاها اقف عند محطة التساؤل هنا كيف لهذه القلوب المتحجرة أن تزج بأمها وابيها في دار لا تعرف ما نوعية الرعاية فيه، لا تدرك حجم القهر النفسي والإيذاء الروحي الذي تسببه لها اثناء الاهمال وعدم السؤال، الام جنة خلقها الله في هيئة بشر على الارض فمالكم ترمون بها هنا وهناك بحجج واهية واعذار متعددة حصيلتها تتلخص:
زوجي لم يرضى بعيش والدتي معنا
زوجتي غير راضية أن سكنت امي معنا
أمي تتدخل في شؤوننا الشخصية…….الخ

من انت وما شؤونك الشخصية قبل هذا كله، من الذي أسسك وكونك وكون لك اسرة وعائلة حتى صرت تتكبر وتتجبر عليها بعد أن خارت قواها وضعفت سلطتها، حيث انك بهذه القساوة قادر على أن يمضي نهارك تتناول أحسن الغذاء وتلبس أحسن الثياب ولا تدري عن أمك وابيك شيء كيف يعاملان ومن يحسن أو يسيء اليهما،؟
أعجب من هذه الفئة وهم ايضا اباء وامهات كيف لا يتقون الله بوالديهم ولا يتذكرون الفضل بينهم فلولا الاب والام لايكون الانسان هؤلاء الكائنين من لا يعرف قيمتهما سيزج بهم في أي مكان مهما كان السبب حقير وتافه، وفي احصائية اعلامية تشير الى أن دور المسنين امتلئت ولم تعد قادرة على استيعاب اعداد جديدة من الاباء والامهات، واتخذ البعض منهم افتراش الارصفة والنوم عليها ليل ونهار صيف وشتاء وكأن اجسادهم لم تثمر بذرة عطاء واحدة ترجع اليهم الاحسان ذات يوم، ليجازون بهذا القبح من الافعال الشنيعة، بعيداً عن مبادئ الاسلام الحنيف وبعيداً عن قانون الله المعتدل في طاعتهما اتخذ البعض منهم اساليب في تحقير وتعذيب ابائهم رضاية للازواج أو غاياتهم النفسية المريضة التي تتراوح في اغلب الاحيان بين جناية الاموال والحصول على الميراث.. وفي جميع الاحوال غبي جدا وجدا من يزج أمه وابيه في دور مقيدة بنظام حكومي تأكل كعالة على الحكومة وتنام في سرير غريب ووحيد بعدما كان العز مأواها، بعدما كانت يديهما تنبض بالعطاء والمتاعب من اجل اراحة ابنائهم، أي خلق وأي تربية يحملها من ينبذ والديه؟، !!!!

أي اسلام وأي ملة ترضى لنطفة الانسان الاجرام النفسي بحق من ولدوه الى الحياة طفلاً مدللاً حتى صار انسان ذا شأن كبير له حق وعليه واجب في المجتمع، أنا لا أريد أحقر هؤلاء بل أحتقر افعالهم واذكرهم بما كانوا عليه من ضعف وعدمية تامة حتى تكوّنوا بفعل ابائهم ودعوات امهاتهم. ادعوا الا تشمل رحمة الله كل من تطوع له نفسه التبرئ من والديه مهما كان السبب ومهما تعددت المواقف.. وبالمقابل ادعو المؤسسات الاعلامية التوعوية الى شن حملات تثقيفية وتوعوية تتضمن ابراز الحقوق والواجبات ما بين الاباء والابناء، كذلك تتضمن حث المجتمع على تقديس الوالدين واعادة احياء القيم التربوية بشأنهما وسن قوانين تعاقب من يسيء لوالديه وتجبره على احترامهما وتقبلهما بدلا من افتتاح دور لإيوائهم لأن في ذلك تشجيع لعقوق الوالدين.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار