الثقافية

واصفاً إياه ببدء مرحلةٍ كبرى لمحو آثار الارهاب.. وزير الثقافة يعلن عن التصميم الفائز بالمسابقة الدولية لإعادة إعمار المسجد النوري في الموصل

متابعة __ميسون الركابي..

أعرب وزير الثقافة والسياحة والآثار حسن ناظم، اليوم الخميس، عن أمله بأن يرى سكان مدينة الموصل مركز محافظة نينوى المنارة الحدباء منتصبةً من جديدٍ في الفترة المقبلة كتعبيرٍ واضحٍ عن بدء مرحلة كبرى لمحو آثار التنظيمات الارهابية المادية والمعنوية.
وقال خلال حفل الاعلان عن التصميم الفائز في المسابقة المعمارية الدولية لإعادة اعمار وتأهيل الجامع النوري في الموصل: إنَّ هذا اليوم يومٌ مهمٌ في مشروعٍ كبيرٍ لا يتعلق فقط باستعادة مبنىً وتأهيله، بقدر ما يمكن عمله في اعادة البناء المجتمعي والتراثي والمعرفي في مدينة الموصل، وتعزيز التعايش السلمي لمحو ما خلفته قوى الظلام.
واضاف :أنَّ هذا المشروع الذي بادرت به دولة الإمارات مشكورةً ومنظمة اليونسكو، في مشروع يكلف سنواتٍ من الجهد وأموالاً طائلةً؛ للحفاظ على هذا الارث، وبالخبرات في بلدنا، وبلدان أشقائنا ، اليوم نحن في مرحلة الاعلان عن التصميم الفائز، ونأمل أن يرى الناس في الأيام القادمة منارة الحدباء وهي تقف امام كل أهالي الموصل.
وشهدت المسابقة تقديم مئة وثلاثة وعشرين تصميماً مشاركاً، بعد فتح باب التقديم للمدة من السادس عشر من شهر تشرين الثاني سنة ألفين وعشرين الى السادس والعشرين من شهر آذار الماضي، حيث فاز بالمشروع مكتب المعماري صلاح الدين سامر الذي استوحى العمل من الدعوة الإلهية في سورة الحجرات : (وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا، إنَّ أكرمكم عند الله اتقاكم) ، في حين سيتم عرض التصاميم الخمسة الأوائل في مهرجان البندقية بايطاليا المقبل.
وقال رئيس الوقف السني سعد كمبش: نقف بعرفانٍ عميقٍ لكل المهندسين والمختصين المشرفين على المشروع، كما يتعين علينا أيضاً شكر رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، ووزير الثقافة والسياحة والآثار الدكتور حسن ناظم الذي أصر بقلبه وروحه على المضي بمشروع تأهيل المسجد النوري وأيضاً وزيرة الثقافة الإماراتية نورا الكعبي؛ للمساهمة الكبيرة في هذا المشروع.
وأضاف :أنَّ اختيار التصميم الفائز هو مرحلة مهمة في الإعمار، بعد تأهيل الموقع وإزالة الألغام برغم الظروف التي احاطت العملية.
وذكر رئيس الوفد الدبلوماسي الإماراتي خلال الاحتفالية:أنَّ أبو ظبي، تفخر بدعمها هذا المشروع، وأنَّ الاهتمام بالتراث الانساني هو أحد الأهداف الأساسية لكل المنظمات.
مضيفاً : نحن نؤكد الحفاظ على هذا التراث لتعزيز الأمن والسلام والإنسانية، ومواجهة الأفكار الرجعية والهدامة، وإحياء تراث مدينة الموصل ذات التراث العميق، والروح المضيئة للتعايش السلمي بين الأديان والثقافات، وهذا المنطلق جاء بالتعاون مع اليونسكو، متجسداً بالمشروع لتأهيل وإعمار كنيستي الساعة والطاهرة، والمسجد النوري.
وقدمت رئيسة لجنة التحكيم المعمارية ريا العاني شرحاً مفصلاً عن المشروع الفائز، وأهم محاوره الفنية والهندسية، وقالت :إنَّ محور التصميم الفائز هو تحقيق تماسك الأجزاء الباقية ومنها الصحن وأيضاً قاعة الصلاة التي تم توسيع فضائها مع المحافظة على الذاكرة المسجلة، وبناء محراب صيفي وإضافة قاعة لصلاة النساء، وكبار الشخصيات، فضلاً عن متبقيات المنارة، ومن المهم أيضاً أن نعرف بانَّ التصميم وضع الحلول الوظيفية لكل تلك الاضافات بما يتناسب مع وضعها الجديد.
وتابعت : أنَّ التصميم وضع متحفاً لعرضٍ تاريخي للمسجد بجانب المنارة، وتم استعمال البيوت القديمة وإعمارها؛ لكي تكون مقرات للمكتبة، وايضاً المعهد العالي للفنون العمرانية، ومدرستين للبنين والبنات، حيث استجاب التصميم الفائز للحاجات الماسة والوظائف التي ستشملها التصميمات الجديدة.
وختمت بالقول :إنَّ المبررات الفنية التي جعلت من تصميم مكتب المعماري صلاح الدين سامر، فائزاً أنَّه حافظ على الصورة التاريخية للجامع النوري في ذهنية السكان، من دون عمل تغييرات على المسجد والمنارة، وقدم اضافاتٍ عصريةً وجديدةً منها؛ استغلال البيوت القديمة المحيطة، وكان مشروعاً متكاملاً راعى بشكل تام الخلفية التاريخية للمبنى.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار