الثقافية

نظام التفاهه

.
حسن حنظل النصار..
.
نجح الإعلام في الدول العربية وسائر الدول الأخرى في جعل الأغبياء مشاهيرا ، وفي المقابل غفلوا عن التعريف بالعلماء والمبدعين فأصبحنا نتحدث عن عالم تهيمن عليه التفاهه.
هذا ما يتحدث عنه وحولة وعن أسباب تأسيسه كتاب ” نظام التفاهه ” للكاتب الكندي الآن دونو .
عرف الكاتب بأن الشخص التافه بأنه الشخص العادي والمتوسط الذي لا يلمع في أي مجال وبلا موهبه، وأشار الكاتب إلى أن هذه الظاهره قد برزت في التسعينيات وذلك عند تعميم منطق المصنع في إدارة كل شيء في الحياة فاصبح العامل عبدا للآله وتابعا لها فهو يصنع منتجا لا يعلم ما هو مما ساهم في ظهور خبراء فارغين .
ويفتح الكتاب بصيرتنا على حقيقة لم نكن نجهلها بل نتجاهلها دون وعي منا ومفادها أن الفئة التي تتبوأ اليوم أعلى المناصب هي مجموعة من التافهين الذين لا يفقهون شيئا في مجالهم ولم ينجحوا في التقدم به بل عمقوا الأزمة وحلق حولهم التافهون
فالسياسي التافه والفنان التافه والاعلامية والاعلامي التافه. من مصلحته ان يحيط به مجموعة من التافهين للإعلاء من شأنه لأنه سيكون الأرقى تفاهة بينهم وليتواطؤوا مع تفاهته أيضا وبهذه الطريقه تصبح التافهة نظام حياة
ويتدرج الكاتب في تحليله ليكشف لنا أهم اسلوب ساهم في نشر التفاهه وحمل كامل المسؤوليه للأعلام الذي نجح في نشر التفاهه بشكل سريع وعمقوا الأزمة فالمنابر الإعلامية لا تكف عن عرض الشخصيات التافهه والترويج لكونها شخصيات هامه! إلا أن تصبح هذه الشخصية موضوع حديث وقدوة في أعين الصغار
ومن خلال الكتاب ” نظام التفاهه ” يعرض لنا الكاتب خمسة شخصيات موجودة في نظامنا الحالي:
أولا : الكسير وهو الشخص الذي يرفض النظام بالإنسحاب لا بالتعبير عن رفضه.
ثانيا : الشخص التافه بطبيعته وهو الفرد الذي يصدق نظام التفاهة
ثالثا: المتعصب وهو الباحث عن مكانة عالية ضمن هذا النظام وكل ما يهدد نظام التفاهة هو تهديد له .
رابعا: التافه رغما عنه وهو شخص مجبر تسخره الواجبات لخدمة نظام التفاهه لإعالة أبنائهم وبلوغ مواقع إجتماعية عالية
خامسا : الطائش الذي ينتقد هذا النظام وهو حقيقة يعمل به ويتعايش معه
ان ما يطرحه الكاتب من أفكار يجعلنا نطرح سؤالا هاما : أين نضع أنفسنا حسب تصنيف الآن دونو ؟!

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار