الثقافية

منتدى الترجمة في دار المأمون يستضيف أ.د صادق الموسوي

عباس سليم الخفاجي؛

استضاف منتدى الترجمة في دار المأمون للترجمة والنشر الأستاذ الدكتور صادق عبدالمطلب الموسوي أستاذ اللغة الفرنسية في جامعة أهل البيت، ليلقي محاضرة بعنوان “صعوبة ترجمة الشعر من منظور ثقافي بيئي”، صباح اليوم الثلاثاء 22 أيلول 2020.
بدأت الاصبوحة التي أدارها هشام عمار مسؤول الشعبة الفرنسية في الدار وبحضور نخبة من المترجمين، بعرض جزء من السيرة والمسيرة العطرة للضيف التي استمرت أكثر من خمسين عام في خدمة وزارة الثقافة والتي بدأها كمترجم منذ الأول من كانون الثاني 1970.
استهل الموسوي محاضرته بأبيات من قصيدة الشاعر أبو العلاء المعري قال فيها..(مشيناها خطى كُتبت علينا .. ومن كُتبت عليه خطى مشاها)، ضارباً تلك الأبيات على شخصه ومستذكراً سني عمره التي سخرها في الترجمة والأدب خدمة للعراقيين وأبناء المعمورة قاطبة، مؤكداً إن المترجم لابد أن يكون ملماً وموسوعياً وعالماً في كل المجالات قبل أن يترجم، وبين إن اللغة صوت وصورة بمعنى خط ولفض ولا يمكن الفصل بينهما من اجل إيصال ما يترجمه، وليست الترجمة استبدال كلمة بأخرى مثلما معروف، بل هي أمانة قلباً وقالباً وفكراً لنقل الحضارة من عالم لأخر.
ومن خلال غوره في ترجمة الشعر أكد الموسوي إن فهم القصيدة لا يعتمد على فهم معانيها بل تعتمد على فهم حياة الشاعر وبيئته، ضارباً عدة أمثلة منها أن الشمس في اللغة العربية مؤنث إلا إنها في اللغة الفرنسية مذكر، والقمر الذي يُعد رمزاً للعشاق والإبداع عند العرب وطالما تغزل بنوره الكثير من الشعراء فأنه عند الشعوب الغربية مؤنثاً ولا يمكن لأحد أن يصف محبوبته به.
وذكر الضيف عدة أراء لكبار المترجمين في وضيفتهم ومنها إن الترجمة مُركب صعب، وقال أخر إن ترجمة الشعر من عالم إلى عالم أخر كالمرأة فكلما كانت جميلة لم تكن مخلصة والعكس صحيح. وأضاف أن ترجمة الشعر من العربية إلى الفرنسية ليس له طعم لاختلاف البيئة والعقلية والعادات التي نشأ عليها الفرنسي لذلك لا يتفاعل مع القصائد العربية.
وخُتمت الاصبوحة بعدد من أسئلة ومداخلات الحاضرين التي زانت المحاضرة ألقاً وجمالاً إعراباُ لما قدمه الضيف، والذي لخص كلامه بجملة وهي “إن كل ما يُعبر عن معاناة الإنسان فهو فن وان أجمل الفنون هو ترجمة الشعر”.
ومن الجدير بالذكر إن الأستاذ الدكتور صادق عبدالمطلب عزيز الموسوي من مواليد كربلاء حصل على بكالوريوس لغة فرنسية من جامعة بغداد – كلية اللغات عام 1969، وعمل مترجم أول في وزارة الثقافة والإعلام 1970- 1974، وعمل معاون مدير المركز الثقافي العراقي في باريس 1974- 1978، ورئيس تحرير مجلة رسالة باريس، وعميد كلية اللغات – وعمل رئيس قسم اللغة الايطالية في كلية اللغات. ورئيس الجمعية العراقية لأساتذة اللغة الفرنسية، وحصل على مركز الأمين العام لرابطة أساتذة جامعة بغداد، وعضو مؤسس لجمعية المترجمين العراقية ومن أهم تراجمه كتاب هارون الرشيد.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار