الثقافية

مرحلة أخرى في قراءة وحدانية الله “الحلقة الرابعة والاخيرة”

بقلم الدكتور جبار صبري:
مرحلة أخرى في قراءة وحدانية الله
“الحلقة الرابعة والاخيرة”
هذه مرحلتنا التي نبشر بها عبر كتبابنا: المجال الصفري
رابعا : المجال الصفري ( مستقبلا )
ينظر المرتسم ادناه الذي يوضح ردم المسافة الداعية الى الشك والامتناع بالفعل عن التوحيد:

المعنى + ← الانسان / اللغة + ← الواقع +
↓ ↓ ↓
متصل + ← متصل + ← متصل +
↓ ↓ ↓
( معنى)+ افتراض دال / مدلول افتراض دال / مدلول
↓ ↓ → جزئي ← ↓
كلّي معنى / مدلول معنى / مدلول
اذا كان المعنى الكلي = صفر فانه سيكون مجال الانسان/ اللغة من حيث تجريد الانسان/ اللغة بوصفها واحدا من ذلك الواحد المتلاصق او المتضامن معها وبوسيلة التقانة الحديثة. أي يصبح دال الانسان شفافا منضويا في الصفر ذاته، وكذلك الأمر ينطبق على الواقع بوصفه افتراض واقع، ويمكن تحديد ذلك تبعا للنقاط الآتية:
1 – التماهي والتداخل أصلا لحركة الاشياء ولوجودها.
2 – المعنى كان الوسيلة والغاية على حدّ سواء.
3 – ان المعنى متصل باستمرار سواء كانت فكرة مجردة او فكرة واقع على اعتبار ان الانسان يستخدم مدلوله مع افتراض داله ويستخدم الواقع بما هو مفترض واقع في المجالات الرقمية الحديثة.
4 – ثمّة عبور ولقاء بين جميع ادوات الاتصال، عبور شفاف، يكون المعنى في حركة داخل الزمان متجردا عن ايّما مكان. وبالتالي يتصدر المجال في استعمال تلك الحركة مما يضفي الحرية المفتوحة وغير المقيدة لتلك الحركة.
5 – الواقع جزء من معنى داخل فضاء العقل والوسيط الانسان/ اللغة جزء من معنى داخل فضاء الالة ( الحاسوب). كلاهما يريدان الالتقاء بمعنى متذاهن هو اشارة الى معنى كلي.
6 – العمل والحركة والفكرة بأصلية الزمان.
7 – المعرفة تتناضح باسم المجال الذي يكون او هو كائن في الشيء. وبالتالي لا نصل الى معرفة الشيء بالطرق السابقة: المفهوم.
8 – رفع الدالية عن الاشياء يجعل واحة العمل مدلولية صرفة، وكأننا برفع الدال رفعنا ما يثير الازدواجية والشكوك والانحراف واقتربنا اكثر بالتوحيد.
9 – ان الجزئي ( الانسان + اللغة + الواقع ) يعدّ جزء من الكلي. بل يعدّ متجانسا معه على فرض ان الجزئي مسحوب عنه الدال ولم يتبق منه الا المدلول سواء كان مدلولا حقيقيا او مدلولا افتراضيا. وهذا يدعم ان المعنى/ الجزء من جنس المعنى/ الكل . وبالنتيجة اننا ازاء زمان واحد، عقل واحد ، ومعنى واحد من مصنف واحد . وهذا ما يدعونا الى الوحدة والتوحيد هنا في محمل الحياة او هناك في محمل الموت. في طور التجسيد الذي احلناه من شكله الاعتيادي الى التجريد المنضوي ضمنا عليه او كذلك في طور التجريد.
10 – بما ان الله تجريد متعال فان مثلنا سيكون مثل غرفة الماء والبحر أننا اجزاء ذلك البحر / منه، واليه، نتماهى، قرابتنا وحركتنا ومجالات فهمنا وادائنا المعنى. ان الماء قليلا منه هو الماء كثيرا اليه. كذلك المعنى.
11 – ان رفع الدال سيكون سببا في ردم المسافة بين الواقع والمعنى، وكلما ألغيت المسافة بين طرفي التكوين كلما تحولت الاشياء والعوالم الى معان مجردة، مبادئها، اجراءاتها، كلها من مجنس المعنى.
12 – ان الايجاب لمتصل الواقع بوصفه معنى جعله مكتفيا بذاته، وذلك لإمكاناته المفتوحة وغير المقيدة، وأيضا هذا ينطبق على الانسان/ اللغة وصولا الى الايجاب التام المتوافر في المعنى الكلي / الله.
هكذا نعود الى ترتيب فهمنا ومجاله من جديد. بدلا من ان نأخذ بالحركة طريقا لاستيعاب ما يكون نأخذ بالطاقة ذلك الطريق وبدلا من ان نسقط بالشبهات التي تتراتب من وراء زيغ الظهور العياني المرتبط بالحركة ولتوفر الحسية المضطربة فيه، نتعالى عنها بأخذنا الاختفاء المرتبط بالمجال والذي يتوافر على صفرية متحدة وواحدة فيه. وهذه الصفرية ستؤدي الى الانسجام وستتخذ من الزمانية مجالا لانتشارها واثبات براهينها مما يجعلها ابدا في واحة يتوافق فيها الجزء بالكل لأنه من مجنس ذلك الكل ، قطعة منه. وهذا ما يمنحنا معرفة الله اكثر وتوحيده اكثر.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار