الثقافية

لحظات صدق

لحظات صدق
زينب عياري/تونس
أنا التي بحثت عنك في ثنايا الروح
في منعطفات وجداني …..
في صدى الأغنيات التي أوجعتني في منامي
في أحداق السهاد .. في أرق الليالي
كل الذكريات تعود بحجم الصمت
تلسعني كنحل هائج في فصل الربيع …..
وحين وجدتك أخفيتك خلف الأضلع
تتدفق كالدم وخفقان شرياني …
وهبتك مهجتي ونشوة قربي وأحلامي
أنت الذي حملني بدفء كفيه وروعة حنانه ……
غمرني بعشقه وجنون ليله
جعل للعراقيل مقبرة
وللأعراف منافي …..
إعتقل الحدود الفاصلة بيننا
إقتحم الثورات لأجلي والمعارك
إنتصر وفاز بحبي واشعل شموع هيامي ….
طار بي في سمائه السابعة
لا عرض لها ولا طول ……….
أبحر بي في بواخر المغامرة
يتلاعب بالأمواج العاتية
يتحكم ببوصلة الطريق
يصنع للعبور موانئ وجسور
يقيّد الوقت ويطلقه كما يحب ويريد
يعدّل الأعوام والشهور
وكل ما يهمك أن تلقاني وألقاك
بين أحضان التجلي
وسطور المفردات …

نهب للعمر أيام أخرى للحياة
تراني وأراك كالأطفال الاشياء
نسابق صهيل الحب الصافي
تشيّد للزمن حكايات
لا تمحى ولا تزول ….
لا يشغلنا شيء ولا اختلاف الفصول
ولا الناس وماذا سيقولون
لا نلتفت وراءنا ولا نخاف
نطوي اللحظات الصادقة
تستنشق رحيق النسيم
النسيم المعطر بشذى أنفاسك
يأخذ الروح إلى جمال أوصافك
نبيع الحب لبعضنا ونشتري
بأغلى الأثمان …
نجعل له ميزانا يعلو وينزل
يتأرجح باللؤلؤ والمرجان
نسجد ونسبّح بحروف القصيدة
التي جمعتنا كالقلم والورق
نهمس بالألم والفرح ….
نتحد كموج البحر
نفيض على شطآنه .. ننتشر على رماله ..
ندفن منديل العين
ونجعل للدمع مواسم قحط وجفاف

مغرية تلك اللحظات الصادقة
نتلذذ مقاصدها .. نرتشف طعمها ..
الذي علق في قاع قلوبنا
نقرع كؤوس خلوتنا
نفزع أسرارها المحجوبة
نفك ألغازها … نفتكّ حيرتها. ..
نشفي غليل الظمأ من نبعها المنهمر
نتمص رضاب الكلمات ..
ونذوب كقرص المغيب
يتبدد السحاب حين تلاقينا. ..
نتناثر كعقد الجواهر
تقطعت حباته وضاعت
لا انت تجمعني ولا أنا أفهم تلاشيك ..
بين طيات فؤادي سكنت أقدارك
يرحلني غموضك العميق بلا مواعيد
يهجرني ، يبعدني إلى أقصى فلواتك
ثم أعود من جديد كمسافر تائه
أبحث عنّي وعن تفاصيل ذاتك ..
أعمر طويلا في محطة لقاءك
أنتظرك وتنتظرني بلا مسافة
بلا تذكرة رحيل ……………….

# بقلمي # الشاعرة والكاتبة الفنانة #
زينب عياري / تونس 🇹🇳

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار