أشعارالثقافية

لا تطرق بابها

★★ لا تطرق بابها ★★
لا تطرق بابها
زينب عياري/تونس
لا تواعدها
لا تلتقيا في نفس الأماكن
التي كنت اختارها بنفسي
لا تجلسا على شرفة تعذيبي
وتتسامران على ضوء ناري
لا تتقاذفا بماء البحر
وتتكأن على ملح جرحي
لا تغني لها شعر كنا نظمناه
ونحن نسير تحت نور القمر
المتسلل عند شاطئ الخشوع
بالصدف نرسم إسمينا
على الرمل المبلل
تحمله سيول الموج النائم
يلملمه المد ويعود به الجزر
كنا نجري …نتسابق نحلم بالطيران
إلى تلك النجوم البعيدة
التي تهوم فوقنا تتلألأ
تثير فينا رغبة السعادة
وألف حكاية وحكاية
لا ترتشف قهوة المساء
وأنت تنظر إليها تتأمل عينيها
تبحث عن سر مخفي
يجرك نحو عشقها
سيفيض البن ينابيع دموعي
وتخنقك أسئلتي المرة….
ويتسلقك حزني المعتوه
وتسقط في سواد فنجانك
تذكر وأنا أرويك من أمنيات الحب
وأخيط فرحك بمياه أشواقي
لا تقارن صمتها بصمتي
أنا الحقيقة العفيفة
وهي الكذبة الغريبة
لا عطرها مثل وردي
الذي كنت أقطفه
ألهث مع الريح أحزمه في حضني
أترقبك عند باب الغروب
كم بنيت على نخلة
عش بلبل وملاذا أخيرا
كنت لا أرى غيرك في ناظري
وكنت تطاردني على سفح مرآتك
وتتجاهل …….. !
مهما حاولتَ الهروب
موجودة في ظلام عينيك
كالريق بين شفتيك
بين ذراعيك أفك أزرار مناجاتك
وعلى منحدرات صدرك
أتوغل في متاهاتك
أطفىئ النيران الموزعة على أطرافك
لا تختبأ مني …فأنا مكتضة بفوضاي
أنام وحنيني يسبقني
أهرب من وسادتي
ارمي بها على أرصفة سرابك
أنا أصابع سيجارك الملتهب
على ثغر أنيني….
تتنفسني وتتورط بقرارك
لا تلتقيا على حافة فراقنا
وتنظرا إلى السماء التي
تقاربت قضبانها في مهب وداعنا
وطارت كل العصافير من أحضاننا
واصفر أفق الماضي
لا تطرق بابها وتنساني …
فكل الأفاق اليوم صارت منفاي
عصفا يقصف الشوق
ويضرم النار في حيرتي وانتظاري
أخذتَ جناحي الذي كنتُ به أطير
وكسرت الأخر أتمرغ به في الموج العنيف
لا تقبل يديها وتتدعي أنك بها ولوع
لا تكذب .. آخر مرة كان لنا موعد
على قارعة الجنون
تسوقك نحوي صلاوات الروح
تسد الشوارع بالأزهار والوعود
التي كانت كالعنبر تفوح …..
تسابق المارة وتركض
حذو السيارات وتقول : لا يهمني أن أموت
لأجلها أدفن عمري
في أعماق تراب أرضها المصون
وأعيش في عشقها مسجون
هي قطار أيامي والمدن التي آلفها
هي قلوع الطير
والسحاب واغاني المساء
والمطر والثلج إذا انهمل
هي روعة البستان من رحم الربيع
والوان المغيب في الأفق البعيد
هي الليل والنجوم
والغاب ولغز العطور
وأسرار البحر وضياء البدر
هي خاتمة المشارف والواحات
هي القمر يزهو ولا يكتئب
وصوت ناي نأى يبعد ولا يقترب
وعين نضاخة منها أشرب ولا أرتوي
هي الماء البارد والظمأ. .. ..هي كل شيء
ومعجزة القدر ……
لا تطرق بابها وتنتقم ………………………………
بقلمي : زينب عياري / تونس

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار