الثقافية

كتبت عبير القيسي : أنتظار

بقلم عبير القيسي :-

تدونت لنا ضمن سجلات الحب البريء في سابق الزمان أنا ومن أحببتها قصة حب لم يتمها القدر بشراكة مكتملة كي يمضي العمر ونمضي معه آمنين… سَرقت احلامنا مبكراً أحكام العائلة ومبادئهم العليا في أختيار شريك لنا يعتقدوه مناسب لنا؛ لم يكونوا ولم نكن نحن نعرف مع من نلعب الان، ومن يلعب معنا بعد رحيل أهلنا،.. أخترنا زيجات لم تتناسب ومستوى حبنا وفيض الهيام الذي يسكن عروقنا .. فجاءها شريك مغمور باللا انسان، يهمس في اذنيها الملامة، ثم تبصق هي آهاتها على وجه القدر، ورزقتُ أنا بشريكة تخلو من الحب! تعرف الله جيداً لكنها لا تعرف ماذا فرض عليها من واجبات فرزقتَ هي بعنايتي وتدليلي حتى اللحظة الاخيرة من أخر رمشات لها في الدنيا كنت اعتني بمشاعرها قبل أي شيء .. فالمشاعر التي كُسرت لي بالأمس حاشى أن أعيد كسرها لغيري في اليوم..
وعلامَ يكسر المرء خواطر الناس وهو راحل في جميع النهايات مهما كان بليغ السعادة أو شريكها؟… دس السرطان خنجره في خلايا زوجتي حتى تآكلت وصولاً الى طريق الوداع، ودعتها وقلبي في يأس من أن يصاب بحب جديد أو يرجع اليه ما كان حباً في قديم الزمان… لم يكن سراب وانتهى، كان مستقبل قد تحطم ولي طفل أحتار قلبي في كيفية مداراتهِ، وأنا الطفل الكبير من لي؟

من سيشفق على حالي الذي صار موحش يشبه غربة زوجتي هناك في عالمها الفريد؟
لعب القدر معي من جديد.. وتناسيت في لحظة ما مركزي وعمري وما اصبتُ به من ازمات نفسية حادة، وكيف أتممت بعدها.. لحظة شعرتُ فيها أن القلب قلب طفل صغير يطير هنا من موقعه نحو موقع من أحببتها سابقاً على خبر يؤكد لي انها حرة .. حرة من اللا انسان الذي قيدها بالدمع واسكن في جوفها الانفعال ايضا سرطان لعين.
ما عداوتك مع الناس أيها السرطان لتحرمهم من عيش رغيد؟
ذهبت لها مسرعاً كيف لا اسرع وهذا الحب الذي يسكنني منذ الشباب حتى المشيب ينبض الان وكأنه روح أمل تدفعني نحو السعادة، اطلب محبوبتي ممن؟
من القدر الذي اختبر صبري سنين خلت؟
أ من العادات والتقاليد؟
أ من الذين يحاربون الحب ويشجعون الموت في كل آن وحين؟
اطلبها ممن والحياة لم تسع افراحي بها، حيرةً كانت وما زلت أبحث عن جواب يشفي جمة جروح استقرت فيّ كيف لا أبحث وأنا السؤال الذي تطلقه المواقف في بيت القصيد؟.

إحدى وعشرون عام من الصبر المكتوم، ومن الحزن الغليظ أنجَبَتَ لي مُنتظراً ووَهبَتَ لها الحياة قمرين، ليكونوا زينة حبنا بعد فراق.. وَوقار كَبرنا، أعتقد أن الزمان خطأ معنا وقسَت الحياة علينا لكني أخال انه رحمنا بهذا الرزق الجميل، ثمرة صبر من ازواج لم نكن نرغب بما حدث معهم لكنها الظروف ترمينا في ملعب غير ملعبنا، على أيَّة حال …. أنها وافقتَ من جديد أن يعاد ما كان بيننا من الوداد، نتسامر ونعيش الحب في رشدنا هذا؛ يُقال أن حب العمر الناضج ذلك الحب الذي يأتِ متأخراُ لكني على يقين بأن حظي كان من الدنيا كبير، فأنا عاشق في الشباب ومُغرم في المشيب، لها هي.. ذات الزهرة التي قرر الله أن تبقى زهرتي، وادوم عماداً لها ما دمت عاشقها !.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار