الثقافيةمقالات

كتبت الفنانة التشكيلية نادرة العبيدي مقال بعنوان “تعبيرات الخط”

((وان – تونس))

كانت ازدواجية الخطاب التشكيلي بين الرسم باعتباره تلوينا و الرسم باعتباره تصويرا .أي مماهات قائمة بين الرسامين الملونين و الرسامين المصورين ،بحيث أين تكمن المهارة و حذق التقنيات هل في ممارسة الخط أم في معالجة اللون ؟
تتمثل هذه الجدلية في شكل إنتماءات و آتجاهات فنية ،و مدارس لها منظوماتها و أطروحاتها الفكرية ،و آقتراحاتها على مستوى التقنيات و المواد . حيث حددت مستويات في مناهج الخط كمبحث إعتمد من قبل الفنانين إذ كان الخط بادئ ذي بدء لتجسيم الصورة أو التمثيل في الرسم ،صورة وجوه ،الشخوص و الحياة اليومية و محاكاة الطبيعة جامدة كانت أم حية و تجاوز الطبيعة أو الواقع …فآنحصرت رهانات الخط في قضايا تهم الذات و الطبيعة الداخلية للإقلاع على هذه المضامين المطروحة لتشغيل المساءل التشكيلية كالشكلي و اللاشكلي و المجرد و الخام … فاصطلحت مفاهيم جديدة لقراءة الخط ،إذ لم يعد تحديد للمكان و تطويعه للصورة و الفات النظر لقراءته على مستوى التوضيح الزمني و الموسيقى و جرس علاماته لتصير ألحانا مثل رسومات ” كاندسكي ” و الصفاء الروحي الذي تعكسه هذه الرسومات التي تكونها الخطوط و الخلاص الصوفي للإعراج إلى السماء و بلوغ بهيرة الضوء و عظمة الوجود …أو أن يكون الخط معولا لسير غور الفضاء الذي يدرك له عمق عبر الذبذبات البينية ، فيتبينه العقل في العتمة .
لا تتحدد ماهية الخط في كونها الإلهام بالشكل و نحت لقوام و تقسيم لفضاءات ،بقدر ماهو المجال الأرحب لتأسيس لغة حبلى بالمعاني و الدلالات التشكيلية ، التي يولد فيها الخط و ينشد قصد الإبلاغ للترميز أو للتضمين … و تجاوزها للطابع التشكيلي الستاتيكي ،نحو فضاء صاخب بالتوقيعات و متحرك بالمسارات المتعددة ،لسبر اغوار الذات و العالم الآخر …و مكاشفة عالم مملوء حركة و حياة و صخب ،إذا هو عالم لا يحكمه منطق الأبعاد الثلاثة تنجذب فيه الرغبة بلحظة الإنشاء . و هذا ما عبر عنه “أندري باسرون ” :
” تلك الوثبة إلى الأمام للجرأة الغرافية التي تفسح المجال لفن الرسم منسابا بتفكير محتوم ”
André Masson puissance des signes :René Passeron 12
هذا التفكير و الإنشغال كعملية لإنعكاس الإحساس و العقل للعالم الداخلي للذات فيقول “جاكسون بولوك ” في تعليقه على أعماله :
” أنا لا أعمل من خلال تصاوير أو تخطيطات ملونة ،رسمي هو رسم مباشر تجسم طريقتي في الرسم على تصاعد طبيعي لحاجة أراد الأمر أن أبدي أحاسيس أكثر من أن أصورها ،ليست التقنية الوسيلة للوصول إلى هذا الإثبات حينما يحصل مبدأ عام فيما أنا مشرف للقيام به أستطيع الإحتكام (لحالة ) من المد في فن الرسم لا وجود فيها عرض بالضبط كما ليس ثمة بداية و لا نهاية ”
شرح لفيلم لجاكسون بولوك “وضع تحقيقه ” في سنة 1951 لهامس نموش Hans Nemuch و بول فلاكي بارغ Paul Askenberg
في كتاب ” فن اليو م ” ص53 .

“Je ne travaille pas à l’aide de schémas de couleurs ou d’esquisses formels. C’est un dessin direct qui incarne ma manière de tirer naturellement parti d’une nécessité. Je souhaite exprimer plus de sensations que de les décrire. Ce n’est pas la technique qui permet d’atteindre cette preuve lorsqu’un principe général est atteint. (Pour le cas) de la marée dans l’art de peindre n’existe pas dans la présentation exactement car il n’y a pas de début ni de fin ”

“L’art d’aujourd’hui “p 53

فالعمل التشكيلي هو عبارة عن عمل متسلسل القوام عبر الخط بمختلف الرقة معتمد على فضاء المحمل أعتمد فيه على آزدواجية التقنية بالإعتماد على الرسم الخطي و عبر آليات متعددة كالفرشاة و القلم و الحبر الصيني و المادة السوداء و من ناحية أخرى أعتمد محامل لا تحتوي على رسومات خطية و إنما بالإعتماد على خطوط رقيقة من الخيوط( fil de fer ) الذي ٱدخل عليه تحويرات عبر تطويعه حتى ينتج عبره تعبير مغاير و في مرحلة ثانية هي مرحلة تسليط الضوء على التركيبة المتكونة من خيوط الحديد لتنعكس ضلالها في الفضاء و يتحول العمل الفني من ثنائي الأبعاد الي عمل ثلاثي الأبعاد ثم الي تنصيبة في نهاية الأمر .

الفنانة التشكيلية “نادرة العبيدي ”
(تونس)

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار