الثقافية

رحلة في الضباب: بحث عن الذات والسلام

بقلم: رباب طلال مدلول

في حقيقة الأمر، لم أجد شخصاً واحداً على الأقل يحبني بالطريقة التي أحب بها، ولم يفهمني شخص واحد قط كما فهمتني الكتب والنصوص والأفكار الغريبة والمختلفة. أغمض عيني لأعيش في عالم آخر غير واقعي، بائس. لم أعرف ما أريد قط؛ هل أكون كاتبة بسيطة تكتب نصوصاً عشوائية؟ أم أفتتح متجراً للحرف اليدوية؟ أم أهلك نفسي بتعلم مهارات لا أهواها؟

أحياناً، أفكر في الاستسلام لقدري. هل أستسلم؟ هل أتوقف عن الحلم لكي لا أتألم أكثر؟ ما هي الحياة؟ لا أفهم هذه الكلمة بعد، كلٌ يصفها حسب فهمه. وأنا، كيف سأصفها؟ أهي أفعال أم أحاسيس؟ هل الحياة هي أن نفعل كل الأمور بحرية دون قيود؟ أم هي إحساس بالرضا والحب من كل شيء حتى لو لم يكن ضمن دائرة أحلامنا؟

أجد نفسي في حيرة دائمة بين ما أرغب فيه وما يجب علي فعله. هل الحياة مجرد سلسلة من التحديات يجب علينا اجتيازها، أم هي رحلة يجب علينا الاستمتاع بكل لحظة منها؟

أفكر في الأشخاص من حولي، كل واحد لديه رؤيته الخاصة للحياة. هناك من يسعى للنجاح المادي، وهناك من يبحث عن السعادة البسيطة في تفاصيل يومه. وأنا، أين أنا من كل هذا؟ هل يمكنني العثور على السلام الداخلي وسط هذه الفوضى؟ أم أنني سأظل دائماً تائهة، باحثة عن معنى لكل شيء؟

حسناً، أنا لا أعرف ماذا أفعل بكل هذه الأفكار والتساؤلات. أسئلة عن الأقدار المبهمة، والمسارات المجهولة، وعن هذه الحياة، عني، عن الحب، عن الأحلام. يبدو كل شيء ضبابياً، ويبدو أنه مطلوب مني الخوض وسط هذا الضباب لإيجاد نفسي وأحلامي المفقودة وقدري المكتوب، ورسالتي الحياتية.

بعد هذا كله، أعتقد أنني وجدت معنى الحياة: ضباب. نعم، هذه هي الحياة بالنسبة لي. إنها رحلة غير واضحة، مليئة بالأسئلة التي ربما لن أجد لها إجابات. لكن ربما، فقط ربما، في خوض هذا الضباب، سأجد نفسي وأحقق السلام الذي أبحث عنه.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار