الثقافية

تواصل الأجيال هو حقيقة الماضي ومصلحة الحاضر وتطوير المستقبل بمكافحة الفساد العربي

بقلم: يمينة بديري
الحقيقة المؤلمة هي توثيق صراع تواصل الأجيال لدعم نفاق العمل العربي
———–
محاولات كثيرة للوحدة العربية والعمل العربي المشترك فشلت، هي فساد القلوب و المصالح والنزاعات التي نجحت في تحقيقها المخططات الخارجية مما جعل هذه الفكرة بعيدة المنال … فما هو مصير العالم العربي ياترى؟ إن الجيل الجديد مسؤولية مجتمع وأمة …
فكيف سيحمل مسؤولية الدولة مستقبلا إن لم يكن هناك مثل أعلى يزرع روح المسؤولية في نفوسهم من الآن، فاليوم المواقع الإباحية على الانترنت لا تترك مجالا للشباب إلا الإنحراف، وبالتالي فإن الرقابة من الأهل مهمة جدا وأيضا من لهم سلطة عليهم، والجيل الجديد أصبح تائها و بحاجة إلى التوجيه الصحيح خاصة بوجود مختلف الفضاءات وكل مواقع التواصل الاجتماعي التي أثرت عليه سلبا من كل الجوانب، مما أدى إلى تفكيك الروابط الأساسية ما بين الجيل القديم والجديد، وأعتقد ان المسؤولية تقع وتصب على جميع فئات المجتمع من الأسرة والأهل والمحيط إلى المؤسسات التربوية … الخ .. وهذا من خلال غرس القيم والفضائل النبيلة، كما أن وسائل الإعلام تتحمل المسؤولية الكبيرة في إفساد الشباب عبر بثهم لبرامج تشجع على نشر الرداءة والرذيلة والتنافس عليها في كل المجتمعات العربية والإسلامية، إن السر الحقيقي في الصراع مابين الأجيال يترتب على التطور السريع الذي شهده العالم ويتطلب في العصر الحديث الإلتزام بالثوابت الاسلامية والأخلاقية و شخصيات بفكر واعي ومتحضر ويكون منفتح ومنسجم مع كل التيارات يؤثر و لا يتأثر إلا بما يزيده علما وأبداعا وإبتكارا مع الحفاظ على الإرث الحضاري المتأصّل والتشبث بالأرض والهوية والأخذ من الجيل السابق بالجيّد وترك السيئ جانباً لإكتساب خبرة و بناء ثقافة وآفاق واعدة ….
إن الجيل القديم يوحي إلى الحكمة والنضج والعقلانية، نتيجة التجارب والخبرات و التحلّي بالخصال الخلقية أما الجيل الجديد فإنه يوحي بالسرعة والحداثة والحيوية والنشاط والأفكار، وما يتصل به من العلم والتكنولوجيا والتطلع إلى غد أفضل كله طموح لا يعرف حدود، وإجتهاد كبير لتحقيق الأهداف والوصول إلى الغايات، ولهذا يجب على الجيل القديم أن يستفيد من عقول الجيل الجديد في مواكبة عصرنة التكنولوجيا دون ان يشعر بأي حرج او ربما بسحب البساط من تحته فعليه ان يسلم راية المسؤولية والتي تعتبر امتداداً طبيعياً لطبيعة الحياة مع المتابعة والمرافقة لأن حضارة الشعوب هي عبارة عن سلسلة تكاملية و تشاركية انطلقت مع وجود الإنسان على هذه الأرض، ومع توالي الأجيال يجب تفادي صراعات وأزمات ومعارك تثار ما بين جيل وآخر، و على الأجيال السابقة تبني وإحتواء ورعاية الأجيال اللاحقة، ولا فضل لجيل على آخر إلا بما قدمه من تجديد في بناء مجتمع إستثماره رأس مال بشري يستند إلى العقل من اجل التطوير الفكري والعلمي بأركان المجتمع الصناعي على أساس الإنتاج ورفع المستوى الإقتصادي لحفظ كرامة الفرد والمجتمع وبناء دول قوية يسودها العدل والمساواة و هدفها توازن وإستقرار الشعوب في أوطانهم فكل جيل يضيف بقدر ما يمتلك إلى الإبداع الذي يتميز به …
و في ظل العولمة و سيادة واقع الإنترنت والرقمنة هل سيكون هناك صراع الأجيال بين صدق ونفاق لعمل عربي مشترك يتمثل في تبادل ثقافات أمة تشمل جميع الميادين وتكون أكثر تحضراً بكل إحترام وإعتراف لأهله بالفضل او سيحدث العكس لأن تاريخ الخيانات العربية متواصل مع الأجيال القادمة و ما نخشاه و نخاف منه هو إتفاقيات خيانة للأمة العربية والإسلامية بين الجيلين وتسليمهم مشعل الخيانات بدلا من راية و أمانة الأوطان و لأن هناك واقع تاريخي من بداية معرفة المسلمين وإمتد ليعطي إنطباع سلبي ويوثق ما تبقى من الخيانات بخيانة اعظم حدد فيها مصير الأمة العربية والإسلامية عند تخليه عن القضية الفلسطينية وفي ظل خيانة التطبيع بالنسبة لبعض الدول وحاليا هذا التاريخ موجود على الجدار الأزرق والفرق بين هذا وذاك هو الإنسان الأمين الواعي والحكيم الذي يؤمن بقضايا العرب وبالقضية الجوهرية أم القضايا العربية ألا وهي القضية الفلسطينية …..
إن تواصل الأجيال هو حقيقة الماضي ومصلحة الحاضر وتطوير المستقبل بمكافحة الفساد العربي … لنعمل جميعنا على بناء هذا البيت الكبير ولنتعاون من أجل مصلحة ووحدة الأمة العربية والإسلامية دون نفاق وبكل إخلاص لله وللوطن

بقلم/ يمينة بديرة 🇩🇿

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار