الثقافية

الهوية الانسانية نحو الضلال

بقلم عبير القيسي :-
دخلنا في الشهر الثالث من الالفية الثالثة والعشرون حيث آخر صيحات الموضة والرُقي في اداب الحديث ، واداب الطريق، واداب الطعام…الخ لكن لم ولن يتبع الشارع العراقي أخر صيحات العالم في النظُم الاخلاقية واحترام الانسان مهما كان جنسه أو عِرقه، نسبه أو عمره.. فما زال الفرد (العراقي) يعيش بنظرية المرأة للمطبخ رغم أن هذا ليس عاراً بل وسام شرف لكل امرأة عراقية لأن الرجال مخرجهم ورجوعهم نحو المطبخ، لم تخلق تلك العضال الخشنة، وتلك الشوارب المتينة من اطباق البنكلاديشية وهذا ليس انتقاص لكن للمرأة العراقية ميزتها وبصمتها في الطعام فلستُ ادري لماذا يعيروننا اشباه الرجال بذلك، ألم تطهوا اليهم امهاتهم اشهى والذ الاكلات المحلية بمطبخ بيتهم؟
كذلك ما يزال البعض يمارس التحرش اللفظي أو الجسدي في الانترنت أو الشوارع العامة بدواعٍ عديدة أهمها:
الصداقة، أو وهم الحب، أو وهم الزواج….الخ
وهذا يتطلب من المرأة وعي ثقيل تحمله بين طيات تفكيرها لتميز الذي أمامها ذكر كان أم رجل .. وهذه مسؤولية كبرى تقع على عاتق المرأة في تثقيف ذاتها وتهذيب عقلها دائما على الفصل بين ما هو صالح بمعناه الصحيح الا يتجاوز حدود المنطق والاخلاق، وطالح يتجاوز كل معايير الكون، في أن تسمح للأخرين أن يعتدوا عليها لفظيا أو جسمانيا أو لا تسمح بذلك. فعالمنا اليوم رغم التطور الكبير على كافة الاصعدة الا أنه وحشي بامتياز ينهش عَرض الانسان الاخر، ويرضى لنفسه أن يأكل لحم اخيه، ويتقبل أن يسلك في سبيل الزنا ما يسلكه من أجل لذة عابرة، نطلب من خالقنا الرحمة ونحن لم نمارس الرحمة بحق بعضنا ضاعت هوية الانسان تحت اقدام الجهل والشهوات والفهم الخاطئ جدا للكثير من المفاهيم والمبادئ التي بُني ويجب أن يبنى عليها قوام الانسانية جمعاء.
عبير القيسي

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار