الثقافية

أنا وظلي

أنا وظلي
بقلم: حسين حازم شهاب

تَجَرَعت الجوى ظَمِأً مُتَرَنحاً بقاعِ الارضِ، أجر ُمَّتاعَّ الأسفار خلفي، مُتقمصاً أجساد الأيام أُسقى حميمها، ممتلئ القحى ينبثق من أدنى قدامي، ملطخ الهندام، متشقق الأطراف، مليء الثقوب، جاهم الوجه.
ما هذا يا بدني؟ الأ تصحوا ما الذي جرى بكَ ؟ أثقلت عليك النكباتُ أم أخذ العدم يرتشفُ منكَ شيئاً فشيئا؟
-أهٍ أنا اتألم أهٍ يا ظلي أرجوك لا تسبقني،
سُر بجانبي لئلا اسقط فأنها منهك، أمسك بيدي أذ مُلت فأنا مُهشم الأعضاء، مضطرب الأفكار تقضم أحدها الأُخرى.
تهبُ بها ريحُ الجفى تُبعثرها داخلي، تضرم فيها نار الاشتياق… أحترقت، حيث بلغتْ الرماد.
ظلي… أنا وأنتَ سائرون إلى حيث لا تعلم، ما الذي جرى عليك لا تتعاطف معي فتميل حين أميل، أخترتك سنداً اتكأ عليك، أعني فأنا متعب ، تحدث لِمَ اخترت الصمت؟
سإلقي بكاهلِي بين أحضانكَ امسكني.
رميت نفسي إليه ، فلم أجدني إلا ملتصقاً بالأرض،
حتى أنك استعطفتْ معي، وابيت إلا أن تسقط معي
قف مجدداً، مد لي يدك وضعني تحت الشجرة بقربنا
إلا تستجيب النداء ؟ أعلم إنكَ سأمتَ، حسناً سأقف: كلا لا أستطيع النهوض، نفذت قواي، سأحبوا لألقي بجسدي تحت الشجرة، وأنتَ أيضاً أرحل أعلمُ أنك لا تأبى البقاء
أغمض عيناي، وانتظر الفناء، سأرحل إلى الأبد قريباً.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار