العربي والدولي

موجات المهاجرين القياسية تثير انتقادات ’اليمين المتطرف’ بأوروبا و’الجمهوريين’ بأميركا

قال موقع Axios الأميركي، في تقرير، إن موجات المهاجرين الذين يسلكون طرقاً خطيرة وغير شرعية إلى أوروبا والولايات المتحدة تغذي دفعة جديدة من السياسات المعادية للمهاجرين، وتُعمّق الانقسامات السياسية في عدد من البلدان الغنية.
  
 
وهذه القيود الجديدة على الهجرة، والزيادة الحادة في خطاب الساسة المحافظين المعادي للمهاجرين، تأتي في وقت تدفع فيه الحروب والكوارث الناجمة عن المناخ والمصاعب الاقتصادية أعداداً قياسية من اللاجئين وطالبي اللجوء إلى الخروج من بلدانهم الأصلية في رحلات محفوفة بالمخاطر.
 
طلبات لجوء جديدة
 
وفقاً للأمم المتحدة، شهد العام الماضي تقديم نحو 2.9 مليون طلب لجوء جديد، أي أكثر من أي عام منذ عام 2000 على الأقل.
 
و40% من هذه الطلبات الجديدة قدمها أشخاص فروا من أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، خاصةً كوبا ونيكاراغوا وفنزويلا.
 
وتشهد أوروبا أيضاً موجة ضخمة من المهاجرين من سوريا وشمال إفريقيا والعراق وتركيا وأماكن أخرى.
 
موقف متشدد من المهاجرين في أميركا
 
في الولايات المتحدة، يتبنى معظم المرشحين الجمهوريين للرئاسة عام 2024، موقفاً متشدداً من أمن الحدود والمهاجرين، وهو موقف يعكس استطلاعات الرأي التي تشير إلى أن معظم الأمريكيين يرغبون في الحد من الهجرة.
 
ومن ضمن السياسات المقترحة، إنهاء الجدار الحدودي الذي أقامه الرئيس السابق ترامب، وإرسال القوات العسكرية إلى المكسيك لاستهداف عصابات المخدرات، وتقييد أو إنهاء حق منح الجنسية لمواليد المهاجرين غير الشرعيين.
 
وحملت الأعداد الكبيرة من المعابر غير الشرعية عند الحدود الجنوبية الغربية الرئيس بايدن على تبني سياسات هجرة صارمة. وهو يتعرض لانتقادات من الجمهوريين الراغبين في قيود أشد صرامة، ومن رفاقه الديمقراطيين الذين يقولون إنه تمادى في تقييد اللجوء.
 
مطالب بتشديد سياسات الهجرة في أوروبا
 
في أوروبا، يطالب الساسة اليمينيون المتطرفون في بولندا وإيطاليا والمجر وإسبانيا ودول أخرى الاتحاد الأوروبي بتشديد سياسات الهجرة. وتصاعدت هذه المطالبات خلال أعمال الشغب الأخيرة في فرنسا بعد أن قتلت الشرطة مراهقاً من أصول جزائرية ومغربية في إحدى ضواحي باريس.
 
في حين انهارت الحكومة الهولندية جراء خلافات حول فرض قيود جديدة على اللاجئين وطالبي اللجوء.
 
وفي المملكة المتحدة، يتبنى رئيس الوزراء المحافظ ريشي سوناك حملة “أوقفوا القوارب”، في حملة مشابهة للحملة الأسترالية على المهاجرين وطالبي اللجوء الذين يحاولون الوصول إلى شواطئ البلاد بالقوارب.
 
وفي شرق ألمانيا، فاز حزب البديل من أجل ألمانيا AFD المناهض للهجرة بمنصب حكومي في إحدى المقاطعات الأسبوع الماضي، وهي المرة الأولى منذ الحقبة النازية التي يفوز فيها مرشح يميني متطرف في الانتخابات هناك.
 
الهجرة مهمة لاستمرار النمو الاقتصادي
 
على أن الهجرة القوية ستكون ضرورية لاستمرار النمو الاقتصادي في العديد من الدول الغنية التي تنخفض بها معدلات المواليد، مثل الولايات المتحدة.
 
وظروف طالبي اللجوء الذين يفرون من بلدانهم الأصلية ومن يهاجرون لأسباب أخرى مختلفة بدرجة كبيرة، وهذا الاختلاف غالباً ما يضيع في دوامة المناقشات السياسية الساخنة التي يمكن أن تؤججها العنصرية.
 
وغالباً ما يتجاوب الناخبون مع خطابات الساسة العاطفية، وتقول  سوزان فراتسكي، من معهد سياسة الهجرة، لموقع Axios إن هذا عائد إلى أن هذه الخطابات تركز “على التغيير الفوري لحياتهم”، وليس “الحاجة الاقتصادية المجردة طويلة الأجل”

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار