العربي والدولي

مدير ’سي.آي.أيه’: المجتمع الروسي يشهد ’تأثيراً مدمراً’ بسبب الحرب على أوكرانيا

قال مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية “سي آي أيه”، وليام بيرنز، إن غزو أوكرانيا كان له “تأثير مدمر” على المجتمع الروسي ونظام الرئيس فلاديمير بوتين، وخلق “فرصة” للولايات المتحدة.
  
 
وأدلى كبير مسؤولي الاستخبارات الأميركيين بتصريحات علنية نادرة، السبت، في محاضرة ألقاها في مؤسسة ديتشلي في شيبينغ نورتون، شمال غربي لندن.
 
ونقلت وكالة “بلومبرغ” عن بيرنز، قوله: “سيستمر السخط من الحرب في تقويض القيادة الروسية، في ظل القمع الذي تمارسه الدولة”.
 
وأضاف أنه بالنسبة للمخابرات الأميركية، فقد خلق ذلك “فرصة لا تتكرر إلا مرة واحدة في كل جيل”، مضيفا “نحن لن ندعها تذهب هباء”، بحسب “بلومبرغ”.
 
وأكد بيرنز أن وكالة المخابرات المركزية نشرت مؤخرا أول فيديو لها على تطبيق تيليغرام، باعتباره موقع التواصل الاجتماعي والرسائل الذي تم تطويره واستخدامه على نطاق واسع في روسيا، لإعلام الروس بكيفية الاتصال بالوكالة على “الويب المظلم”.
 
وقال: “كان لدينا 2.5 مليون مشاهدة في الأسبوع الأول، ونحن منفتحون جدا على هذه الأمور”.
 
وأضاف أن “الفشل الاستراتيجي” للحرب جعل موسكو “شريكا صغيرا ومستعمرة اقتصادية للصين تتشكل بفعل أخطاء بوتين”.
 
وبعد تمرده الفاشل في روسيا قبل أسبوع، وافق بريغوجين على الذهاب إلى المنفى في بيلاروس بموجب اتفاق تم بوساطة من الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، حليف موسكو، وفقا لوكالة “فرانس برس”.
 
وبموجب هذا الاتفاق، يحق لمقاتلي فاغنر الذهاب إلى بيلاروس أو الالتحاق بالجيش الروسي النظامي أو العودة إلى الحياة المدنية، في حين يتعين على فاغنر تسليم أسلحتها الثقيلة لوزارة الدفاع الروسية، بحسب الوكالة.
 
وكشفت صحيفة “وول ستريت جورنال”، السبت، أن بيرنز، تواصل مع نظيره الروسي في أعقاب التمرد الذي قاده الأسبوع الماضي، زعيم مجموعة “فاغنر”، يفغيني بريغوجين.
 
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين وصفتهم بـ”المطّلعين” قولهم إن الغرض من الاتصال، الذي لم تؤكده أي جهة رسمية، حتى الآن، كان إيصال رسالة مفادها أن الولايات المتحدة لم يكن لها أي دور في ما جرى.
 
ويُعتقد أن المكالمة الهاتفية التي أجراها بيرنز مع سيرغي ناريشكين، رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية الروسي، هي أعلى مستوى اتصال بين الحكومتين منذ محاولة التمرد.
 
وكان التمرد الخاطف، الذي انتهى بعد يوم من بدئه إثر اتفاق بين بريغوجين والرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بوساطة رئيس بيلاروسيا، ألكسندر لوكاشينكو، أخطر تهديد لبوتين طوال فترة حكمه المستمر منذ 23 عاما.
 
والتواصل الذي قام به بيرنز، وهو دبلوماسي سابق غالبا ما يتم تكليفه بنقل رسائل حساسة إلى روسيا ودول أخرى، هو جزء من استراتيجية للبيت الأبيض لإعلام بوتين ودائرته الداخلية بأن الولايات المتحدة ليس لها دور في خطوة بريغوجين ولا تسعى لتأجيج التوترات في روسيا، بحسب ما نقلته الصحيفة.
 
وكانت رسالة رئيس وكالة الاستخبارات المركزية: “الولايات المتحدة لم تكن متورطة” وفق أحد المسؤولين الذين تحدثوا للصحيفة دون ذكر هوياتهم.
 
ولم تتم الإشارة إلى أي تفاصيل أخرى للمكالمة، التي جرت هذا الأسبوع، بعد أن أوقف بريغوجين فجأة مسيرة قواته إلى موسكو، السبت الماضي.
 
وامتنع البيت الأبيض عن التعليق، وقال مسؤول: “لن ندخل في تفاصيل المناقشات الدبلوماسية الفردية”.
 
ولم يكن للولايات المتحدة وروسيا سوى اتصالات عَرَضية رفيعة المستوى منذ أن أمر بوتين جيشه بغزو أوكرانيا، في فبراير عام 2022.
 
وكثيرا ما كان بيرنز، الذي امتدت مسيرته الدبلوماسية لمدة 32 عاما وكان سفيرا لدى موسكو، يعد المحاور المفضل للرئيس الأميركي، جو بايدن، مع روسيا.
 
وفي نوفمبر عام 2021، أرسله بايدن إلى موسكو، حيث تحدث مع بوتين، الذي كان في منتجع سوتشي على البحر الأسود.
 
وأخبر بيرنز الزعيم الروسي أن الولايات المتحدة تعتقد أنه كان يستعد لغزو أوكرانيا وأنه سيواجه عقوبات شديدة إذا فعل ذلك.
 
وترك تمرد مرتزقة مجموعة “فاغنر” آثارا في الداخل الروسي على مسافة مئات الكيلومترات من الجبهة الأوكرانية، حيث تظهر حفر قنابل ومنازل متضررة في مناطق ريفية لا يزال سكانها تحت وقع الصدمة.
 
وتقدمت آليات مجموعة “فاغنر”، السبت الماضي، بأمر من قائدها بريغوجين من جنوب غربي روسيا باتجاه موسكو بهدف الإطاحة بالقيادة العسكرية، لاتهامها بالتقاعس وعدم الكفاءة في أوكرانيا، وعقب غارة جوية استهدفت عناصر المجموعة واتهم زعيم الجماعة قيادة الجيش الروسي بشنها.
 
وخلال هذا التحرك الخاطف، دارت مواجهات لا تزال ظروفها غامضة بين عناصر “فاغنر” والقوات الروسية في منطقة فورونيج على مسافة 450 كلم إلى جنوب العاصمة الروسية، وهي منطقة زراعية معروفة بـ”تربتها السوداء” الخصبة.
 
ويؤكد بريغوجين أن مجموعته أسقطت طائرات للجيش الروسي، معلنا مقتل أحد عناصره وإصابة عدد منهم بجروح.
 
ومن جانبه، اعترف بوتين بمقتل عدة طيارين دون تحديد عددهم.
 
 

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار