الثقافيةالعربي والدولي

كيف ستؤثر روبوتات الدردشة المعززة بالذكاء الاصطناعي على حياتنا؟

 
كشفت صحيفة The Guardian البريطانية، في تقرير نشرته الجمعة 3فبراير/شباط  2023، أن جوجل تستعد لتقديم تقنية بوت الدردشة الخاصة بها إلى العامة “خلال الأسابيع أو الأشهر المقبلة”، وذلك استجابةً لنجاح برنامج ChatGPT. حيث تحوّل بوت دردشة الذكاء الاصطناعي المدعوم من مايكروسوفت إلى ظاهرةٍ عالمية، وذلك بعد إتاحته للاستخدام بالمجان.
  
 
من جانبه قال ساندر بيتشاي، الرئيس التنفيذي لشركة ألفابت (مالكة جوجل)، إن استخدام الذكاء الاصطناعي وصل إلى “نقطة الانعطاف” وإن الشركة “تتمتع بوضعٍ جيدٍ للغاية” في هذا المجال.
 
 
في حين تحدث ساندر بيتشاي عن النموذجين اللغويين الكبيرين اللذين طورتهما الشركة، وهما لامدا LaMDA وبالم PaLM. ومن المقرر إصدار النموذج الأول قريباً، إذ نقلت شبكة CNBC الأمريكية أن جوجل بدأت اختبار بوت دردشة بالذكاء الاصطناعي. وأوضح التقرير أن البوت يشبه ChatGPT وسيحمل اسم Apprentice Bard، كما سيعتمد على تقنية لامدا.
 
حيث انتشر اسم لامدا في العام الماضي عندما أوقفت جوجل أحد مهندسيها عن العمل قبل فصله، وذلك عقب نشره مزاعم تقول إن تقنية لامدا أصبحت “واعية” (تتمتع بإدراك شعوري). بينما قالت جوجل إن مزاعم المهندس بليك ليموان عن لامدا “لا أساس لها من الصحة على الإطلاق”.
 
قال بيتشاي في مكالمة مؤتمر مع مستثمري ألفابت يوم الخميس، الثاني من فبراير/شباط 2023: “سنجعل نماذجنا اللغوية متاحةً للاستخدام خلال الأسابيع والأشهر المقبلة، وسنبدأ مع تقنية لامدا. وذلك حتى يتمكن الناس من التفاعل معها مباشرةً”.
 
تُعَدُّ النماذج اللغوية الكبرى مثل لامدا، والتقنية التي يستخدمها برنامج ChatGPT، بمثابة شكلٍ من أشكال الشبكات العصبونية. وتُحاكي الشبكات العصبونية الهيكلة الأساسية للدماغ، لكن بشكلٍ حاسوبي. ويجري تغذية تلك النماذج اللغوية بكميات ضخمة من النصوص، وذلك بغرض تعليمها كيفية تكوين جمل معقولة.
 
من جهة أخرى أشار بيتشاي إلى أن تقنية بوت الدردشة ستُدمج مع محرك البحث جوجل عند النشر. وأردف: “سيستطيع الناس في القريب العاجل أن يتفاعلوا بشكلٍ مباشر مع أحدث وأقوى نماذجنا اللغوية، ليصبح رفيقهم في البحث بطرق تجريبية ومبتكرة”. وقد أطلقت جوجل مجموعة إصدارات تجريبية من لامدا في العام الماضي، وجعلتها متاحةً لمجموعات صغيرة ضمن “مطبخ اختبارات الذكاء الاصطناعي”.
 
تحدّث بيتشاي كذلك عن إنجازات وحدة الذكاء الاصطناعي التابعة لـ”ألفابت” في المملكة المتحدة، وهي شركة DeepMind. إذ قال إن قاعدة بياناتها تضم “جميع البروتينات المعروفة علمياً وعددها نحو 200 مليون بروتين، وقد استخدمها مليون عالم أحياء حول العالم”.
 
بينما يُقدر الباحثون وصول عدد مستخدمي ChatGPT إلى 100 مليون مستخدم منذ إطلاق البرنامج في 30 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، بعد أن طورته شركة OpenAI التي يقع مقرها في سان فرانسيسكو. ووصف محللو مصرف UBS الاستثماري ذلك النمو بأنه غير مسبوق، حيث كتبوا: “خلال الأعوام الـ20 التي أعقبت ظهور الإنترنت، لا نتذكر تسجيل صعود أسرع في استخدام المستهلكين لتطبيق إنترنت”.
 
تعمل شركة مايكروسوفت، أحد الداعمين الماليين لـOpenAI، على دمج ChatGPT في منتجاتها. كما أطلقت نسخةً مميزةً من برنامج Teams للتواصل، تقدم من خلالها إضافات مدعومة بالذكاء الاصطناعي مثل تدوين ملاحظات الاجتماعات تلقائياً. ومن المتوقع أن تنشر مايكروسوفت نماذج الذكاء الاصطناعي الخاصة بـOpenAI على محرك البحث بينغ.
 
يُذكر أن OpenAI هي الشركة التي طورت برنامج Dall-E أيضاً، وهو برنامج لتوليد الصور بالذكاء الاصطناعي.
 
إلى ذلك قال الرئيس التنفيذي لشركة BuzzFeed، جونا بيريتي، إن البشر سيقدمون الأفكار و”العملة الثقافية” كجزء من أي عملية إبداعية مدعومة بالذكاء الاصطناعي. في هوليوود، يُستخدَم الذكاء الاصطناعي للتمويه على عمر الممثلين، بينما أنشأت قناة ITV عرضاً تخطيطياً يعتمد على تمثيلات التزييف العميق للمشاهير.
 
قال مايكل وولدريدغ، أستاذ علوم الكمبيوتر بجامعة أكسفورد، إن بعض الصناعات ستشعر بتأثير كبير.
 
قال: “سيكون للذكاء الاصطناعي التوليدي آثار كبيرة في بعض الصناعات… في بحث الويب، سيجعل المتصفحات أفضل بكثير في فهم ما نبحث عنه وتقديم النتائج بطريقة يمكننا فهمها، تماماً كما لو سألنا شخصاً بدلاً من آلة”.
 
وأضاف أن ChatGPT والأنظمة المماثلة الأخرى بها عيوب ويمكن أن تخطئ، كما وجد مستخدمو روبوت الدردشة التابع لـOpenAI.
 

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار