العربي والدولي

في حرب إسرائيل وحماس.. هكذا يتآكل نفوذ روسيا بالشرق الأوسط

مع دخول الحرب بين الجيش الإسرائيلي وحركة “حماس” أسبوعها الثالث، تشهد روسيا تآكلا في نفوذها بالشرق الأوسط؛ في ظل انشغال موسكو بملفات عديدة وحشد أمريكي لقدرات عسكرية في البحر المتوسط دعما لتل أبيب، بحسب أنطون مارداسوف في تحليل بموقع “المونيتور” الأمريكي (Al Monitor).

ولليوم السادس عشر على التوالي، تتواصل مواجهة عسكرية بين جيش الاحتلال الإسرائيلي و”حماس” وفصائل مقاومة فلسطينية أخرى في قطاع غزة، الذي يعيش فيه نحو 2.3 مليون فلسطيني، وتحاصره إسرائيل منذ 2006.

مارداسوف قال، في التحليل الذي ترجمه “الخليج الجديد”، إنه “يُنظر إلى روسيا تاريخيا على أنها صاحبة مصلحة ولاعبا رئيسيا في الشرق الأوسط منذ الحرب الباردة (1947-1991)”.

وأردف أن “موسكو حافظت على علاقات جيدة مع كل من الإسرائيليين والفلسطينيين، ومارست خلال فترة الحرب الباردة نفوذا كبيرا في الشرق الأوسط عبر حلفائها في مصر وسوريا والعراق”.

واستدرك: لكن “روسيا استبعدت نفسها منذ فترة طويلة من الجهود الرامية إلى التوصل إلى تسوية إسرائيلية فلسطينية”، مشيرا إلى تصريحات روسية مؤخرا فسرها مراقبون و”حماس” على أنها دعم للشعب الفلسطيني تحت الاحتلال الإسرائيلي.

ومنذ أبريل/ نيسان 2014، توقفت مفاوضات السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي؛ لأسباب بينها تمسك تل أبيب باستمرار البناء الاستيطاني في الأراضي المحتلة وتنصلها من إقامة دولة فلسطينية مستقلة وفقا لمبدأ حل الدولتين.

مارداسوف اعتبر أن “قرار روسيا بالتدخل (في سوريا عسكريا) عام 2015 إلى جانب حكومة بشار الأسد في الحرب الأهلية، جعل من الصعب على موسكو ادعاء الحياد”.

وأرجع ذلك إلى أن “علاقات (موسكو) المتحالفة الجديدة مع المحور الشيعي المتمثل في (جماعة) حزب الله (اللبنانية) وإيران ودمشق”.

وتعتبر كل من طهران وتل أبيب العاصمة الأخرى العدو الأول لها، وتحتل إسرائيل أراضٍ في سوريا ولبنان وفلسطين منذ حرب 1967.

انشغال روسي

و”المفارقة بالنسبة للكرملين، هي أن التصعيد الإسرائيلي الفلسطيني الجديد يُنظر إليه جزئيا على أنه عامل إيجابي يصرف الانتباه عن حربه في أوكرانيا (منذ فبراير/ شباط 2022)”، وفقا لمارداسوف.

وأضاف: “من ناحية، مُنحت موسكو مجالا واسعا لممارسة الدعاية حول “فضح الأساطير حول القدرة القتالية للجيش الإسرائيلي” وادعاء أن جزءا من المسؤولية عما يحدث يقع على عاتق الغرب، الذي عرقل عمل (اللجنة) الرباعية (الدولية للسلام) الخاصة بالشرق الأوسط (بعضوية روسيا)”.

و”من ناحية أخرى، فإن احتمال توسع الصراع إلى مستوى شبه إقليمي يهدد بشكل مباشر المصالح الروسية في الشرق الأوسط، وهذا محفوف بالركود الأخير في العلاقات مع إسرائيل، والتي يبدو أنها توقفت في عهد رئيس الوزراء (السابق) يائير لابيد”، كما تابع مارداسوف.

وزاد بأنه “في ظل حجم الحرب الأوكرانية والتصعيد في (إقليم) ناجورني قره باغ (بين أذربيجان وأرمينيا) وعملية إحلال هياكل موالية وقريبة من وزارة الدفاع محل (قوات) مرتزقة فاجنر (الروسية)، لم تعد موسكو تتصرف كصاحب مصلحة يمكنه الحد من النفوذ الإيراني في سوريا”.

حشد أمريكي

و”في ظل التراكم الحالي للقدرات القتالية الأمريكية في البحر الأبيض المتوسط لدعم إسرائيل، فإن موسكو، وللمرة الأولى منذ إرسال قوات إلى سوريا في 2015، ليس لديها وسيلة لممارسة الردع في المنطقة”، بحسب مارداسوف.

وأضاف أن “الأميرالات الروس يحبون الحديث عن أن البحرية الروسية تتصدى لحاملات الطائرات الأمريكية وحلف شمال الأطلسي (الناتو) في البحر المتوسط بشكل منتظم”.

واستدرك: “لكن، وسط نشر حاملات الطائرات (الأمريكية) “يو إس إس جيرالد فورد” و”يو إس إس أيزنهاور” في المنطقة لدعم إسرائيل، أي على مقربة من سوريا، وجدت روسيا نفسها تقريبا من دون وسائل الردع في المسرح البحري”.

واعتبر أن “ما يحدث في البحر المتوسط يوضح قدرة موسكو المحدودة على استعراض القوة في الشرق الأوسط، وهو ما تحاول القوات الروسية الآن التعويض عنه بالنشاط الجوي”.

“ومن هنا، ليس أمام موسكو سوى التلويح بدعم طرف ما في المنطقة ومسايرة الأحداث، مع الأخذ في الاعتبار أن الاستقرار أمر جيد لتجارة هادئة، والتصعيد أحيانا أداة مناسبة لاستعادة النفوذ بسرعة”، كما ختم مارداسوف.

وكالات

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار