العربي والدولي

فرنسا: اتّهام شرطيّ بقتل مراهق ’عمداً’، و’عقيدة أكثر هجوميّة’ للمواجهة

واجهت قوات الشرطة في فرنسا ليلة “صعبة للغاية” في مواجهة مثيرين للشغب “كانوا يتنقّلون بسرعة وسهولة” ضمن مجموعات صغيرة، لارتكاب أعمال عنف وتخريب قبل انسحابهم.
  
 
اندلعت أعمال العنف مع إحراق مقارّ بلديات ومدارس ومراكز شرطة في جميع أنحاء فرنسا ليل الأربعاء الخميس في أحياء شعبية في كافة البلاد، ردّاً على مقتل #نائل م. (17 عاماً) الثلثاء برصاص شرطي، أثناء عملية تدقيق مروري كان يحاول تجنّبها في نانتير قرب #باريس.
 
واليوم، وُجّهت تهمة القتل العمد إلى الشرطي الذي أردى نائل م. بالرصاص، ووُضع قيد التوقيف الاحتياطي. وقد قالت النيابة العامة في بيان إنّ “الشرطي المشار إليه اليوم في إطار تحقيق قضائي حول جريمة قتل متعمّدة، وُجّهت إليه هذه التهمة ووُضع قيد التوقيف الاحتياطي”.
 
في وقت سابق، ندّد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بـ”أعمال عنف غير مبرّرة”، طالت “المؤسّسات والجمهورية”، في اجتماع خلية أزمة وزارية دعاها إلى الانعقاد في وزارة الداخلية.
 
في حين أكّدت مصادر في الشرطة في بادئ الأمر أنّ الشاب قاد سيارته باتجاه شرطيَّين على دراجتين ناريتين لمحاولة دهسهما، انتشر مقطع مصوّر على وسائل التواصل الاجتماعي، تحقّقت وكالة “فرانس برس” من صحته، أظهر رجلَي شرطة يحاولان إيقاف السيارة، قبل أن يُطلق أحدهما النار عبر نافذتها على السائق عندما حاول الانطلاق بها.
 
وقال محامي الأسرة ياسين بزرو في بيان: “نأسف لأن يخفي المدعي العام التواطؤ المحتمل في القتل العمد من قبل الشرطي الثاني والتزوير المحتمل في الكتابات العامة نتيجة التصريحات الكاذبة الأولية لمطلق النار، الذي أكد رسميّاً أنّ الشاب نائل حاول دهسه بالسيارة”. 
 
ليلة صعبة
صرّح الأمين العام لنقابة وحدة الشرطة “إس جي بي” غريغوري جورون لوكالة “فرانس برس”: “كانت ليلة صعبة للغاية وعنيفة مع مجموعات متنقّلة في كلّ مكان تقريباً”. وقال الشرطي الذي ينتمي إلى وحدة مكافحة الشغب وكان على الأرض أثناء أعمال الشغب التي وقعت في عام 2005 بعد وفاة مراهقين صعقاً في محوّل كهربائي أثناء محاولتهما الهروب من الشرطة في ضواحي باريس، إن ما يجري “في مستوى العنف نفسه”.
 
وأضاف: “كان عددهم كبيراً جدّاً ويتنقلون بسرعة. لم يكن لدينا عدد كافٍ من العناصر. في هذه الحالات لا يمكن السيطرة على شيء فأنت تتلقّى الضربات. ليس هناك أيّ استراتيجية سوى العودة إلى منزلك سالماً وحماية من تستطيع والانتظار حتى تهدأ الأمور”.
 
من جهته، قال مصدر في الشرطة إنّ الشرطة البلدية في لو بورجيه شمال باريس اضطرّت لإطلاق النار في الهواء لإبعاد مثيري الشغب، في خطوة نادرة. ووفق مصدر آخر في الشرطة، اعتقل ستة أفراد كانوا يبيعون الألعاب النارية الحارقة على الطريق العام مساء الأربعاء في جينفيلييه، ما يدلّ على مستوى درجة تنظيم بعض مثيري الشغب.
 
تعليمات
بحسب مسؤول في دائرة الشرطة في باريس، فإنّ مستوى العنف “ارتفع درجتين” مقارنة بالليلة الأولى من المواجهات. ولم يتم “حتى الآن” الوصول بعد إلى مستوى العنف الذي سجل عام 2005، لكن “قد يحصل ذلك لأنه لا يوجد ما يمكن أن يوقف” الصدامات. وأوضح الضابط الكبير أنّه “لم تكن هناك حوادث جدية كسقوط قتيل أو إصابات خطيرة جدّاً”.
 
بدورها، ذكرت مصادر عدّة في الشرطة، ردّاً على أسئلة “فرانس برس”، أنّه تم إعطاء تعليمات لقوات الأمن بالاعتدال في التعامل مع المحتجين لتجنّب “حادث إضافي”.
 
وفي مذكرة لمديرية الأمن العام في الشمال اطّلعت عليها “فرانس برس”، طُلب بشكل خاص عدم استخدام قاذفة الكرات الدفاعية LBD “إلا إذا لزم الأمر”. وفق مصدر نقابي في الشرطة، فقد صدرت تعليمات أيضاً بتعليق عمليات وقف السباقات على الطرقات السريعة وتسيير دوريات في المدن الحساسة والتدقيق في الهويات.
 
تغيير العقيدة
بحسب مصدر في الشرطة، طلبت وزارة الداخلية التي عقدت اجتماع أزمة وزارياً دعا إليه إيمانويل ماكرون صباح اليوم ،”تغيير العقيدة” لليلة المقبلة لتكون “أكثر هجومية”.
 
وأعلن جيرالد درمانان أمام مبنى البلدية المحترق في مونس ان بارول (شمال) أنه سيتم تعبئة 40 ألفاً من قوات الشرطة والدرك في فرنسا مساء اليوم بينهم خمسة آلاف في باريس والضواحي القريبة مقابل تسعة آلاف الليلة الماضية.
 
وأكّد وزير الداخلية أنّه مع ذلك، لن يتم في هذه المرحلة تطبيق حال الطوارئ كما حدث في 2005 عندما استمرت أعمال العنف في المدن ثلاثة أسابيع. وأضاف: “أعتقد أنه يمكننا اللجوء إلى كثير من الوسائل (…) بدون الحاجة إلى بنود محددة في الدستور”.
 
من جانبها، أعلنت المتحدثة باسم وزارة الداخلية كاميل شيز لإذاعة “فرانس إنتر” أنه بالإضافة إلى العدد “قد نضطر إلى مراجعة بعض الترتيبات لتحرك أسهل”.
 
في العديد من المدن، تم إعادة تزويد الشرطة بالذخيرة ليلاً. لكن المديرية العامة للشرطة الوطنية (DGPN) نفت لـ”فرانس برس” شائعات ذكرت أن احتياطها غير كافٍ. وأضافت أنّ “المخزون (من الرصاص الدفاعي والغاز المسيل للدموع…) متوافر ومن الممكن الصمود لفترة طويلة إذا لزم الأمر”.
 
وذكرت أنّ التحدي الآخر هو “مدّة المواجهات التي امتدت ثلاثة أسابيع في خريف 2005 مع وحدات ينبغي السماح لها بأن تستريح”.
 
 

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار