العربي والدولي

صحيفة بريطانية تكشف ملابسات تشكيل أمريكا لتنظيم “إرهابي” جديد في سوريا

بالرغم من القضاء على دولة “الخلافة” المزعومة التي أنشأها تنظيم داعش الإرهابي في سوريا، إلا أن وجوده مازال مستمرًا، بل وأضحى ورقة تستعملها الإدارة الأمريكية لضرب استقرار المناطق الآمنة، ولتصفية حسابات إقليمية في المنطقة، خصوصًا وأن نفوذها العالمي بدأ ينحسر بشكل كبير في الآونة الأخيرة.
حيث تتعالى التحذيرات بين الفترة والأخرى، من أن تنظيم داعش الإرهابي، مُنخرط حاليًا في عملية إعداد وتدريب وتمويل من قبل الولايات المتحدة الامريكية، وذلك لشن أعمال انتقامية تستهدف المناطق التابعة للحكومة السورية ولضرب مواقع القوات الروسية في المنطقة، مستغلًا حرية التنقل لخلاياه في البادية السورية بعد غض قوات التحالف الدولي النظر عنها، حيث باتت خلايا داعش في الآونة الأخيرة تشن هجمات متزايدة في المناطق الصحراوية السورية بالقرب من حمص، والتي يشار إليها أيضًا باسم صحراء البادية.
وبهذا الصدد أشار تقرير لصحيفة “نيو انتيليجينس” البريطانية، عن خطة أمريكية “جهنمية” لإعادة تشكيل جيش جديد يضم سجناء تابعين للتنظيم الإرهابي، ويحظى بتمويل ودعم عسكري ولوجيتسي، للاستيلاء على مناطق تابعة للحكومة السورية، ويستطيع إلحاق الأذى بالقوات الروسية.
وأشارت الصحيفة في تقريرها إلى حدوث عمليات تهريب “متعمّد” لمئات المساجين من سجون كردية تابعة لقوات سوريا الديمقراطية “قسد” بريف دير الزور الغربي، وأضافت بأن “قسد” تُعتبر ذراع واشنطن الطويل في سوريا، كونها تسعى لنيل حكم ذاتي والانفصال عن سوريا، بالإضافة إلى انها تُشكل تهديدًا كبيرًا لتركيا، تستطيع واشنطن استغلاله لـ”لجم” طموحات أنقرة في المنطقة.
وتمكّن معدّوا التقرير البريطاني، من الحصول على معلومات من مصادر خاصة، أكدت بأن القوات الأمريكية تُرسل تعزيزات عسكرية على مدار الشهرين الماضيين إلى مناطق متفرقة تابعة لقوات “قسد”، آخرها كان وصول عدد كبير من الشاحنات المغلقة المحملة بإمدادات ومواد لوجستية وكميات من الأسلحة المضادة للدبابات من نوع “جافلين” والذخائر برفقة عربات عسكرية أمريكية مصفحة وعربات دفع رباعي مزودة بمضادات أرضية تابعة لقوات التحالف، إلى مناطق في دير الزور، وسط إجراءات أمنية مشدّدة فرضتها قسد في محيط المناطق التي تم إدخال الشاحنات إليها.
هذه الشاحنات العسكرية بحسب المصادر تبدأ مسيرتها من قاعدة أربيل الجوية في كردستان العراق، حيث تدخل الحدود السورية باتجاه مدينة القامشلي، ليتم توزيعها في مناطق متفرقة، آخرها كانت في دير الزور، وبحسب الصحيفة البريطانية، تقوم واشنطن برفد الجماعات المسلحة التي تقوم بتشكيلها بعتاد متطور نسبيًا من أجل تكوين ثقلٍ عسكري لها للصمود أمام العودة المحتملة لمجموعة “فاغنر” العسكرية الروسية، التي صرّح مؤسسها “يفغيني بريغوجين” في أكثر من مناسبة عن نيته إرسال قواته النخبة لمحاربة الإرهاب في أي بؤرة ساخنة في العالم ومن ضمنهم سوريا.
وأضافت “نيو انتيليجنس” بأن المواجهة العسكرية في سوريا هي أمر حتمي، وذلك بسبب تعدد الأطراف الفاعلة في المشهد، فهنالك الجماعات الكردية ومن ورائها أمريكا، والجماعات الإيرانية التي تقف في صف بشار الأسد، والجيش الروسي الذي يحظى بقاعدة جوية وميناء عسكري ومهامه مقتصرة على الإغارة على مواقع الإرهابيين، وأخيرًا المعارضة السورية، أو ما تبقى منها، والتي تقف خلفها تركيا، التي هي الأخرى لها أهداف في الشمال السوري من ضمنها القضاء على التنظيمات الكردية المسلحة بكافة أشكالها، وبالتالي فإن الوضع على الأرض في سوريا غير محسوم، وجميع الأطراف مازالت تعيد ترتيب صفوف قواتها من أجل صدام أخير لتصفية الحسابات فيما بينها، ولكن واشنطن تحديدًا تعيد إحياء تنظيم إرهابي لتنأى بنفسها عن العواقب المحتملة لهذا الصدام.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار