العربي والدولي

دعوة جزائرية لانشاء آلية لوحدة الأمة الإسلامية

لقد أثر انتباهي بصورة كبيرة وبإعجاب شديد الحوار الخاص الذي أجرته قناة الميادين يوم 15 أغسطس 2023 مع رئيس السلطة القضائية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية الشيخ غلام حسين محسني إيجئي وخاصة الفصل المتعلق بتعزيز الوحدة الإسلامية ، حيث أردف السيد إيجئي بأنّ بلاده تؤكّد دوماً وحدة المسلمين، مشيراً إلى أنّ هذا “موقف ثابت للجمهورية الإسلامية وقائد الثورة المعظّم” ، وأوضح الشيخ المحترم أنّ إيران تسعى إلى إقامة علاقات مع البلدان الإسلامية كلّها، لا مع بلدان محدّدة أو مذهب خاصّ، وذلك لتعزيز الوحدة في إطار مصالح الأمة الإسلامية.

وفي هذا الإطار بالضبط وبما أنني من الذين كانوا يدعون دائما ” لوحدة أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم ” ومستحضرا لهموم الأمة فإني أدعو عبر هذه الرسالة المختصرة أن تنشئ الجمهورية الإسلامية أليات لوحدة الأمة وفي مرحلة أولى ما يشبه “ج 20″ على غرار الدول الأوربية مع البلدان الإسلامية ذات الوزن الثقيل و التي بعيدة عن التطبيع مع ” الكيان الصهيوني” تخيلوا أيها الإخوة الكرام عشرين بلد إسلامي في مرحلة أولية متكاملين الاقتصاد , متنوعين في الثروات، متبادلين المنافع , هل يبقى أثر لقوة الاستكبار…..

لا شك أن الإسلام وحده يؤلّف وحدة المسلمين، وهو وحده الذي يجعل منهم أمة واحدة، على أن جميع الفوارق والمميزات فيما بينهم تذوب، وتضمحل ضمن نطاق هذه الوحدة الشاملة، فلا عصبيات جاهلية، ولا حميّة إلا للإسلام، ولا فرق في النسب واللون، ولا يتأخر أحد أو يتقدم إلا بطاعة الله وتقواه، بكل تأكيد أن الناس إن لم يجمعهم الحق شعّبهم الباطل، وإن لم توحّدهم عبادة الرحمن وتجمعهم ” لا إله إلا الله محمد رسول الله” مزّقتهم عبادة الشيطان، وإن لم يستهويهم نعيم الآخرة تخاصموا على متاع الدنيا الفانية.

من المهم بمكان أن نذكر أن العالم‌ الإسلامي الممتد من إندونيسيا شرقاً حتّى المـغرب الأقـصى غرباً، له موقعً جغرافياً‌ استراتيجياً‌ مميزاً‌ على سطح الكرة الأرضية حيث تضم الأرض الإسلامية ثروات طبيعية كثيرة جداً تجعل العالم الإسلامي من ‌‌أغنى‌ مناطق الأرض قاطبة زد على ذلك أكـثر مـن ملياري نـسمة، يشكلون‌ ربع‌ سكان‌ الكرة الأرضية ، هذا العدد من البشر يعد طاقة بشرية عظيمة إذا ما تطورت ونمت و تـدرّبت‌ .

ومن الطبيعي أن الأمم العظمى تقاس بحجم ونوعية سكانها ويبقي على الفـرد المـسلم‌ أن يـعمل على تطوير‌ قدراته‌ الشخصية ومواهبه خدمة لإمته وتحقيقاً لذاته دون انتظار الغير ، نعم ندرك تمام الإدراك أن الوحدة الإسلامية تشكل خطراً كبيراً على النظام العالمي القائم‌ لأنها‌ يمكن‌ أن تكون منافساً قوياً لأي نظام عالمي قائم، أو ربما باتت هي الطرف الأهم في أي نظام ‌‌عالمي، ولكن بمشيئة الله تعالى سنحقق هذا الأمل ولو آجلا لأجيالنا القادمة ونحن جاهزون أن نكون همزة وصل أو ما يسمى بالمصطلح الحديث” سفراء النوايا الحسنة” لقائدنا الفذ سماحة السيد علي الخامنئي حفظه الله تعالى الى البلدان الإسلامية في هذه المهمة النبيلة، والله وراء القصد وهو يهدي السبيل.

السيد محمد بوكريطة الحسني

عضو في المجمع العالمي لأهل البيت عليهم السلام

الجزائر العاصمة: 29 محرم 1445- 16 أغسطس 2023

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار