العربي والدولي

خبراء : تفاهمات سورية تركية قد تحدث قريباََ

بينما تسعى روسيا لفك العزلة الدولية عن النظام السوري بقيادة بشار الأسد، تستمر إيران بسياسة الكيل بمكيالين وعرقلة الأهداف الروسية في سوريا ومنعها من حلحلة الأزمة التي تعاني منها، وذلك سعيًا من طهران لتثبيت سياساتها وأهدافها الاستراتيجية في المنطقة.

حيث تخلّى الرئيس السوري بشار الأسد، عن مسألة الانسحاب التركي الفوري من الأراضي السورية كشرط للتطبيع مع الحكومة التركية. وهو الأمر الذي كان بمقدوره تحقيقه بمساعدة روسية، لصون سيادة الدولة السورية على كافة أراضيها.
وجاء ذلك خلال استقبال الأسد لمعاون وزير الخارجية الإيـراني علي أصغر خاجي للتباحث عن أهمية التنسيق مع طهران، خصوصاً فيما يتعلق باجتماعات “الرباعية” في موسكو ومسار أستانا منذ أيام.
حيث شدد الأسد على أهمية وضع استراتيجية مشتركة تحدّد الأسس وتوضّح بدقة العناوين والأهداف التي تُبنى عليها المفاوضات القادمة سواء كانت بخصوص الانسحاب التركي من الأراضي السورية أو مكافحة الإرهاب أو غيرها من القضايا وتضع إطاراً زمنياً وآليات تنفيذ لهذه العناوين، وذلك بالتعاون مع الجانبين الروسي والإيـراني.

ويُعد كلام الأسد تراجعاً واضحاً عن مطلب الانسحاب الفوري، الذي كان يزعم التمسك به قبيل فوز الرئيس رجب طيب أردوغان بالانتخابات الرئاسية، في 28 أيار 2023، فقد صرح في أكثر من مناسبة عن رفضه للتواجد التركي داخل الأراضي السورية، دون التطرق إلى عمليات مكافحة الإرهاب في سوريا، كما أنه قد أعلن في شهر آذار الماضي، أنه لن يلتقي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وأن أي اجتماع يرتبط بالوصول إلى مرحلة تكون تركيا فيها جاهزة بشكل واضح وبدون أي التباس للخروج الكامل من الأراضي السورية.
ويعود السبب في تغيير الرئيس الأسد موقفه لحقيقة التقارب الكامل بينه وبين الإرادة الإيرانية، التي عزز تدخلها في المؤسسات الحكومية والعسكرية، الأمر الذي تحاول روسيا تداركه من أجل تحقيق المصلحة العليا للشعب السوري في نيل استقلاله عن التدخلات الأجنبية الغير شرعية وإنهاء الأزمة التي طال أمدها.
وتجدر الإشارة إلى أن ايران عززت من تواجدها في سوريا على الصعيد الاقتصادي والشعبي أيضًا، وذلك بعد سلسلة من الاتفاقيات التي وقعتها مع الجانب السوري، واستيلائها على أراضٍ في سوريا وحصص كبيرة في مناجم الفوسفات كمقابل للديون المترتبة على سوريا تجاه إيران.
بالإضافة إلى ذلك، تقوم إيران بتخصيص مناطق في العديد من المدن السورية في مختلف المحافظات وتحويلها إلى مراكز “تشييع” لاستقطاب فئة معينة من المجتمع السوري، وتجنيده وتشكيل بيئة حاضنة، تمكنها في المستقبل من الهمينة على سوريا، حتى إذا ضربت تغييرات جذرية نظام الحكم فيها.
ويعتبر الشمال السوري أحد أبرز أوجه التدخل التركي الغير شرعي في سوريا، الذي حول محافظة إدلب بشكل كامل لى مقاطعة تركية يتعامل فيها السوريون بالليرة التركية، وتحضن آلاف المقاتلين من المعارضة والتنظميات التكفيرية وحتى التنظيمات الإرهابية، ناهيك عن بسط سيطرتها على الشريط الحدودي من الجانب السوري.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار