العربي والدولي

التقارب السورى الإيراني سببا في السياسات العدوانية الأمريكية

أسهمت السياسات العدوانية الأمريكية في سوريا، المتمثلة بسيطرتها على منابع نفطية مهمة في الشمال الشرقي للبلاد، جنبًا إلى جنب مع العقوبات الاقتصادية الخانقة التي فرضتها على النظام السوري وتسببت بانهيار اقتصاده، بتعميق التقارب الإيراني السورى ،وجعل نظام الأسد يعتمد بشكل أساسي على طهران

حيث توغلت إيران في الداخل السوري، وفي المنظومة السياسية والعسكرية، وأصبحت المورد الرئيسي للسلاح والذخيرة والنفط ومشتقاته، والداعم الرئيسي السياسي والاقتصادي لنظام الأسد، وكأن سوريا عبارة عن جزء من الأراضي الإيرانية، فلم يعد بالإمكان فصلها عن البلاد ولا حلحلة الأزمة دون مواقتها ودون سماع شروطها، أو حتى إشراكها فيها، وهذا ما نراه جليًا في المحادثات التي تنظمها روسيا لتطبيع العلاقات بين النظام السوري والتركي، وهذا ما رأيناه في التطبيع العربي الأخير مع الرئيس السوري بشار الأسد، الذي لم يكن ليحدث لولا اتفاق السلام الذي عقدته المملكة العربية السعودية وإيران.
وهنا تجدر الإشارة إلى أن واشنطن كانت تسعى للإطاحة بنظام بشار الأسد منذ البداية وانتهجت هذه السياسات العدوانية تحقيقًا لمصالحها، وسعيًا منها للسيطرة على الشرق الأوسط بشكل كامل وطرد النفوذ الروسي، ولكنها وجدت نفسها في مأزق كبير، بعد أن أصبحت القوات الإيرانية في سوريا تقصف المواقع الأمريكية بشكل منتظم، وتهدد حلفاء واشنطن كإسرائيل، وحتى أن نفوذها بدأ يطغى على النفوذ الروسي في سوريا.

من جانبها شرعت إيران باقتطاع أجزاء من الأراضي السورية بموجب اتفاقية الأرض مقابل الديون، وبدأت بتشييد مقرات شيعية لها في مناطق مختلفة من مناطق سيطرة النظام السورى مستغلة معاناة الشعب،

ومؤخرًا حصلت القوات الإيرانية على عشرات المنازل في ريف دمشق، على غرار ما حدث في أكثر من مدينة سورية أخرى،

ثم قامت بتوطين عائلات ايرانيه في أكثر من سبعة منازل في بلدتي هريرة والحوش بريف دمشق الغربي، حيث كان استقرت فيها عائلات لبنانية وأفغانية.

وأشارت إلى أن القوات الإيرانية لها تواجد قوي في مدن وبلدات غرب العاصمة دمشق على الحدود مع لبنان، حيث يتم تهريب المخدرات والوقود ونقطة عبور لقوافل حزب الله إلى سوريا وإيران وأسلحة لبنان.
وتجدر الإشارة أيضًا إلى أن التدخل الإيراني العميق في سوريا ألقى بتداعيات أمنية كبيرة على السكان المدنيين، وزاد من حدة مخاوفهم من احتمالية اندلاع حرب اقليمية على الأراضي السورية، وهذا ما نراه في عمليات القصف الممنهجة التي يمارسها الكيان الصهيوني تجاه أهداف مدنية بسبب تغلغل الإيران فيها، كما حدث في مطار دمشق في أكثر من مرة، ناهيك عن قيام الطيران الإسرائيلي قبل ايام بإلقاء منشورات فوق أراض سورية، يحذر فيها من وجود عناصر “حزب الله” اللبنانية (التابعة لإيران) داخل البلاد، والتسهيلات التي تقدمها دمشق لهم، مهددًا بعبارة “أعذر من أنذر”.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار