الدينية

ممثل المرجعية: كان سياسيّاً مطارَداً يخاف من ظلّ الظالم، أمّا الآن مكّنك الله تعالى لتستلم مقاليد الحكم..نسوا ما كانوا عليه سابقاً

((وان -بغداد))
ذكّرت المرجعيّةُ الدينيّةُ العُليا بعض السياسيّين الذين كانوا في يومٍ من الأيّام يخافون من ظلّ الظالم، والآن بعد أن مكّنهم اللهُ تعالى وتسلّموا مقاليدَ الحكم نسوا ما كانوا عليه سابقاً، فعليهم أن لا ينسوا لأنّ الله تعالى كما أعطاهم فإنّه جلّ وعلا قادرٌ على أن يسلبهم، وبالشكر تدومُ النعم.
جاء ذلك في الخطبة من صلاة الجمعة المباركة التي أُقيمت اليوم (7 شوال 1439هـ) الموافق لـ(22 حزيران 2018م) في الصحن الحسينيّ الشريف، والتي كانت بإمامة سماحة السيد أحمد الصافي (دام عزُّه)،
و قد ذكر سماحته أنّ الإنسان يفقد حالة التوازن، وطبعاً إخواني كثيراً ما يكون كلٌّ منّا يفقد حالة التوازن، فالإنسان يمرّ بحالة عُسر وحالة يُسر، وهذه الحالات عندما تمرّ نجد أنّ البعض لا يستفيد منها استفادةً حقيقيّة بالرجوع الى حالة التوازن، وإنّما يبقى دائماً قلقاً ويبقى دائماً مهزوزاً ويبقى دائماً يحبّ مصلحته الشخصيّة، بل يدافع عنها دفاعاً مستميتاً وإن تأذّى مَنْ تأذّى بسببها من الآخرين
لابُدّ أن لا تنسوا الماضي، الإنسان كان اقتصاديّاً غنيّاً أو فقيراً لا تنسَ ما كنت عليه، كان سياسيّاً مطارداً يخاف من رائحة الظالم، الآن الله تعالى مكّنه لا تنسَ ما كنت عليه، إنسانٌ نكرة الله تعالى يجعله في صفٍّ آخر لا تنسَ فالله تعالى الذي أعطاك قادرٌ على أن يسلبك (وَبِالشُّكْرِ تَدُومُ النِّعَمُ)، لا يتصوّر الإنسان أنّ الحال هو الحال بالعكس، لابُدّ أنّ السياسي والاقتصادي والميسور بل الكلّ يحفظ مقولة (دوامُ الحال من المُحال) فلابُدّ للإنسان أن يتّعظ.
لاحظوا هذه الشخصيّة القلقة التي لا ترى إلّا نفسها، لا يتحسّس بآلام الآخرين المهمّ هو، هذا التوازن مطلوب أنّ الإنسان لا يفكّر بهذه الطريقة، وهذه الآيات أشبه بسوطٍ يقرعُ القرآن به أيّ أحد لا يحبّ التوازن، وبالنتيجة الإنسان الى أين يذهب؟! يعني ما بعد هذا الإنسان الى أين يذهب؟!! واقعاً إخواني الذي ينظر للدنيا يجد أنّ هذا الإنسان يحتاج الى عقل، ينظر للدنيا بعين البصير أي عنده بصيرة عندما ينظر الى هذه الدنيا، عاقل يرى أنّ الدنيا عجيبة غريبة، وكما هو الإنسان كان لا شيء وأصبح شيئاً أيضاً يُمكن أن يكون لا شيء، فعليه أن يكون متواضعاً ويعرف حدوده، مشكلتنا (قُتِلَ الإِنْسانُ مَا أكْفَرَهُ) لا نعرف الحدود،الإنسان لابُدّ أن يعرف حدوده حتّى يتّزن ويمشي مشية هادئ كما أراده الله وكما خلقه الله تعالى، أمّا الإنسان يميل يميناً وشمالاً وقال فلان وتكلّم والقيل والقال، فجأةً يرى الإنسان نفسه واقعاً كما قال: هذا ذو دعاءٍ عريض، ولعلّه لم يُستَجَبْ له لأنّه خرج أصلاً عن هذا السمت الخاصّ سمت الوقار وسمت الهدوء.
عسى الله أن يجعلنا من الذين يستمعون القول ويتّبعون أحسنه، اللهمّ اغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات، تابع اللهم بيننا وبينهم بالخيرات”. إنتهى
م.ح

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار