الدينية

بيان من مفتي الديار العراقية بشأن أزمة تصريحات الكيلاني

((وان_بغداد))
علق مفتي الديار العراقية/الأمين العام للأمانة العليا للإفتاء، رافع طه الرفاعي، الجمعة، على الأزمة التي تصاعدت بعد تصريحات مسيئة عن الشيخ عبد القادر الكيلاني.
 
  
وقال الرفاعي في بيان، تلقته وكالة أرض آشور الإخبارية ، (4 شباط 2022)، “يا أبناء شعبنا العراقي الحرِّ الكريم، لقد أدَّبَ الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز، وكلامه البليغ الوجيز، أبناء هذه الأمة بسلفها وخلفِها لتكون أمة مترابطة الأوشاج، مُتصِلَة العُرى يَشُدُّ بعضها بعضاً، فقال عز من قائل:  (وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ)”.
وأضاف “من أعظم ما ينقُضُ عُرى الاتصالِ بين أبناء هذه الأمة سلفاً وخلفاً ويوجب المقت واللعنَّ هو أن يلعن آخرُ هذه الأمة أولها فعن أبي أمامةَ رضي الله عنه قالَ: قالَ رسولُ اللهِ ﷺ: «لا تقومُ الساعةُ حتى يلعنَ آخِرُ هذه الأمةِ أولَها، ألا عَليهم حلَّتِ اللعنةُ»”. 
وأضاف أنه “في هذه السنوات العجاف التي يمرُّ بها عراقنا الصابر المجاهد تظهر بين الفَيْنَة والأُخرى أصوات ثلَّة من المبتذَلين الخارجين عن الطريق السوي، والعابثين في مقدَّرات هذه الأمة، والقاصدين لزعزعة ثوابتها، طاعنين في صحابة رسول الله ﷺ وأمهات المؤمنين، وأولياء الله الصالحين، ممن انعقدت الأنامل على مزيد فضلهم، وعلوِّ شأنهم، ورفعةِ منزلتهم، مستهدفين بذلك تمزيق وحدة المسلمين، وإثارة العداوة والبغضاء فيما بينهم، وكان مما جرى في الأيام القلائل الماضية التعرضُ إلى شخص مولانا الشيخ عبدالقادر الجيلاني قدس الله روحه ونوَّر ضريحه، وهو العالم الرباني، والهيكل الصمداني، الحسنيُّ المحتِد، الذي أجمع أهل الفضل في عصره ومن بعدهم على أنه عينُ قلادة السادة الحسنية في زمانه، ونحن نعلم يقيناً أنَّ مثل هذه الأصوات النشاز لا يمكن لها أن تنال من عظيم منزلته وعلوِّ كعبه”.
وتابع، “لذلك ترى أحرار العراق هبوا بمشاعرِهم الجيَّاشة مستنكرين لهذا التجاوز الذي ينال من رموزهم وسادتهم، وما ذلك إلا دليلٌ على شدة الارتباطِ بين أبناء هذه الأمةِ ، فليحذَر الذين يعلنون الحربَ على الله من خلال محاربة أوليائه والنيل منهم من أن تصيبهم قارعةُ السَوء، أو أن يختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم، ولا بُدَّ من اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحقِّ المسيئينَ لعُظمَاءِ هذه الأُمة، من قبلِ الجهات القضائية، وأن يجعلوا من أمثال هؤلاء عبرةً للمُعتَبِر”.
وقال، “ثُمَّ إنه لا ينبغي أن يُتَّخَذَ من هذه الأحداث سبيبلاً للوصول إلى المآرب السياسية الرخيصة استغلالاً لمشاعِرِ الناس وعواطِفِهم، فإنَّ ذلك ضربٌ من ضروب استغلالِ الوسائل النفيسة، للوصول إلى المقاصِدِ الخسيسة”.
وبين أن “الله رفع شأن هذه الأمة وأعلى مقامها، ووحد قلوب أبنائها على حبه سبحانه وتعالى وحبِّ رسوله ﷺ وحُب الصالحين من عباده، إنه سميع مجيب وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين”.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار