الثقافيةالدينية

قيامة الأرض في ساعتين

د.أمل محمد الأسدي
2021/6/23
ــــــــــــــــــ
ساعتان من عالم الملكوت تفصلك عن الواقع الأرضي،وتحلِّق بروحك بعيدا، فتصل الی لحظة خلق آدام(ع) وسجود الملائكة له، وعناد إبليس وجداله!! ومن تلك اللحظة تتوالی الأحداث  وتستمر في التعاقب حتی  اللحظة الآنية،صراع شائك بين خطين:(الحق والباطل) انتصارات وإخفاقات وتحديات،ورجال الله يبرزون في الساحة في كل عصر ومصر،فلا يمكن للظلام أن يستحوذ علی بقاع النور كلها مهما حاول ذلك!!
ولايمكن له أن يُحكِم قبضته علی بقعة معينة،فالنور له كفٌّ ترعاه وتظلله برحمتها!!
هذا كله تشاهدونه في مسرحية (قيامة الأرض) ذلك العمل الذي يستحوذ عليك فيجري دمعك مُطهِّرا روحك من كل شيء علق بها في عصر الفوضی والعبث الذي نعيشه!!
ساعتان وصوت الفنان(ميمون الخالدي) يأخذ بيديك ويجوب  بك عوالم النور والدمع!! صوته وطلعته كالخضر الراوي العليم  وهو  يعلن لك نهاية مشهد،وبداية آخر، خلاصة مشهد ونبوءة آخر!
الديكور والإنارة والمؤثرات الصوتية،والتراب والربوات العالية،الخيول والجمال،الأخضر المضيء والأصفر المتوهج!! كل هذه العناصر  تجعلك  مشدودا مسافرا في دماء  التأريخ الحية!!
كل تلك العناصر تجعلك  تقف في النهاية مقررا مواصلة المسيرة،واختيار الطريق الأسلم!!
(قيامة الأرض) عمل مسرحي  ناجح علی الأصعدة كافة، وتجربة رائعة نرجو تكراراها علی الأقل مرة في كل عام،فالفن هو الوسيلة الأنجع في التغيير والمخاطبة.
وبعد هذا الوصف الذي قدمته عن المسرحية سأدرج بعض النقاط التي من شأنها تقويم العمل والدفع نحو صدارته وكماله:
1ـ غياب صوت المرأة وحضورها في كل المشاهد المقدمة.
2- شكل المجسم الذي يرميه المنجنيق في مشهد( النبي إبراهيم)  إذ يجب أن يكون قريبا من حجم جسد الشخصية،وليس كما شاهدناه وكأنه جسد طفل.
3- مشهد السيدة( رقية) كان مشهدا ضعيفا قاطعا لحالة التلقي؛وذلك لأن الصوت لم يكن صوت طفلة،ولا الشكل كان شكل طفلة!!
4ـ كان الأفضل استبدال مشهد (السيدة رقية )بمشهد (السيدة زينب) وهي تخاطب يزيد،سيكون أكثر تأثيراوأهم؛وذلك لغياب صوت المرأة كماقلنا قبل قليل.
5ـ غياب مشهد المختار الثقفي مع أنه مهم جدا ولاسيما دوره في إعادة الوعي.
6ـ  غياب مشهد إعدام الطاغية صدام ونهايته.
7-  غياب مشهد الانتصارات النهائية علی داعش،ومارافقها من احتفالات.
8ـ مشهد (الإمام المهدي )كان ضعيفاوغير واضح.
9 ـ التشريفات والضيافة: يجب أن يراعی فيها التنظيم والزي الموحد،وليتهم أسندوا هذا الأمر إلی طلبة الجامعات،ونرجو أن يتحقق ذلك في عروض قادمة.
10ـ  نرجو أن يتحول هذا المكان لمسرح خاص بمؤسسة الحشد،فتتحول هذه المقاعد البلاسيتيكية الی مقاعد منظمةوثابتة،ومسرح عامر وسقف متحرك،يُفتح في العروض الميدانية،ويغلق في العروض الأخری.
11- الإعلانات كانت ضعيفةجدا،فأغلب الناس لم يسمعوا  عن العمل،نرجو أن تُعطی أهمية بالغة للإعلانات،كما ونرجو أن توجه دعوات خاصة إلی الجامعات والكليات.
12ـ  يجب أن تكون تغطيات إعلامية حية بعد العرض، فهي مهمة جدا،وهي  إعلان عن العمل ودعوة للجماهير.فالمتلقي يخرج من العرض وهو في ذروة التفاعل،وهنا رأيه مهم جدا،علی أن لا تقتصر المقابلات علی فئة معينة،فالمرأة حاضرة،والرجل ،والطفل،وبأعمار مختلفة.
13- معلومات طاقم العمل مجهولة بالنسبة للمتلقي،مِن الكاتب الی الممثلين الی المخرج!!
هذه بعض النقاط التي من شأنها أن تدعو الی أعمال أكثر تطورا وتقدما،ولايسعنا إلا أن نفرح بهذه المسرحية ونبارك لطاقمها،وندعو كل من لم يحضر العرض الی حضوره ومشاهدته،فالمتعة الفنية التي قدمها العمل لاحصر لها!!
شكرا لكل من أسهم في تقديم هذه المسرحية،إذ جعلنا نری ما كنّا نطالعه في الكتب،ونسمعه من المختصين،شكرا علی مصداقية التصوير وفنيته العالية،تصوير بيئة  العراق وطبيعة شعبه،ومحبتهم وكرمهم وعشقهم للحسين(ع)،شكراعلی خدمات الضيافة المجانية،وشكرا للحشد الشعبي علی الأمان الذي وفروه في بيئة العرض ،وشكرا علی حسن استقبالهم،ودامت الأيام جميلةً بهم.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار