المحلية

النزاعات لا تليق بأحفاد ثورة العشرين

بقلم / زيد الحلي

قسماً بكلِّ قيم الرجال، ما كنت أقدم على كتابة سطور هذا العمود ، لولا أنّ الأمر قد زاد عن حدِّه، وأصبح نقاطاً سوداً في مسارات بعض العشائر العراقيَّة التي كنّا نتباهى بها، لمواقفها البطوليَّة،
ودورها المشهود في إعلاء شأن الوطن في المحافل الدوليَّة قبل عقود طويلة من الزمن.. واتّجهت الى طريق النزاعات العشائريَّة التي تحدث بين مدّة وأخرى بين هذه العشيرة وتلك، وما نشاهده من كميات السلاح المستخدم في كل نزاع، الذي يصل الى استعمال الأسلحة الخفيفة، والمتوسطة، والأسلحة الثقيلة مثل قاذفات الهاون، بما يشبه إعلان حرب بين دولتين.. لماذا وصل بنا الحال الى هذا الواقع المأساوي الذي يفرح به العدو، ويضيق به صدر الصديق.. فهذه النزاعات هي معرقل خطير في بناء الدولة الحضاريَّة، وتعزز ظاهرة عدم الاستقرار الأمني وتُعلي الهويات الفرعيَّة على حساب الهوية الوطنيَّة.
هذه النزاعات تشير الى معانٍ مجتمعيَّة خطيرة جدّاً، وينبغي التعامل معها بجديّة حتى لا تتفاقم، ومن الضروري التدخل لانهائها بحكمة ومنع الأطراف (المتنازعة) من السيطرة بالسلاح على بعضها البعض، ويتعيّن على شيوخ العشائر التي يقوم أبناؤها باستعمال الأسلحة، فالاقتتال يُؤجِّج لثارات مستقبليَّة حطبها الأجيال المقبلة، أن يكونوا موجودين باستمرار بالقرب من أبناء عشائرهم، فهذا هو الواجب الرئيس لرئيس العشيرة، وان يكون النصح، والتهديد والترغيب، ماثلاً أمام كل العشيرة، حتى يشعر الجميع أنَّ مناطق العشائر بيئة آمنة ومريحة للجميع.
من هنا، أدعو الدوائر المعنية في البحث الاجتماعي، إلى الإسراع بعقد ندوة، او ندوات لبحث ظاهرة (الاقتتال الأخوي) بين بعض العشائر، فقد استفحل الأمر كثيرا، وبات سُبّة يخجل منها العراقيون، وآمل أن يقترن تنفيذ هذا المقترح، بمشاركة واسعة من قبل الحكومة ومؤسساتها المعنية المتمثلة بوزارة الداخلية والمستشارين المعنيين والإعلام، ورؤساء العشائر، وأفخاذها ويكون شعار الندوة (العراق واحد.. ودم أبنائه واحد)، على ان تكون المناقشات شفافة، رائدها الصراحة، مهما كانت أسسها، وفي ختام الفعالية المقترحة، يتم التوقيع على نتائجها، وفي حال تجدد الاشتباكات بين العشائر التي وقع شيوخها على محضر الندوة، يكون الشيوخ مسؤولين بشكل مباشر.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار