المحلية

مالثوس المثلية

مالثوس المثلية

مروة الخفاجي
قيادية في حركة وعي

تنص نظرية الباحث السكاني والاقتصادي توماس روبرت مالتوس (شباط 1766 – 23 كانون الثاني 1834) على أن موارد المعيشة في العالم، تنمو وفق متوالية عددية، ومعظمها سائرة نحو النفاد من مكامنها الطبيعية، ونمو السكان يتدفق بتموالية هندسية؛ ما يجعل الفجوة واسعة حدّ الاحتراب الهمجي بين الشعوب المتحضرة، من أجل الوصول الى ما تبقى لسد الرمق!
الواقع الميداني فند هذه النظرية المحبطة، وأعاد للعالم سلام التفاؤل بعيش رغيد لا تحتاج فيه الدول القوية الى استلاب طعام الدول الفقيرة؛ لأن مصادر العيش تجددت وتطورت وتنوعت واتضح أن الرب يدّخر في الأرض تحت أقدامنا زراعة وصناعة ومعادن، ومنحنا عقلاً في الهندسة الوراثية وأنجز أغذية وافية بتكاليف قليلة تمكِّن الجميع من العيش بسلام من دون خطف الدول القوية للقمة من فم الدول الضعيفة، كما صورت نظرية مالثوس!
لكن العوائل الثلاث عشرة التي تحكم العالم، تصر على تحديد النسل بوسائل كيميائية.. دوائية، وتثقيفية.. من خلال السيطرة على العقول، بإشاعة المثلية؛ وتفريغ الغريزة بين رجل ورجل وامرأة مع امرأة.. لا حمل فيه ولا إنجاب.
لن أسأل لماذا يريد حكام العالم تحديد النسل؟ لأنهم لن يخبروني، لكنني أحاول.. برغم محدودية عقل أي باحث مهما كان فيلسوفاً.. عن سبر أغوار ما تفكر به ثلاث عشرة عائلة، تتكئ على إسرائيل وإسرائيل تتكئ عليها.. مثل وتد خيمة وطنبها!
إنما أقف عند المثلية، كواحدة من قنوات تحديد النسل، ولن أضيف جديداً إذا قلت إنها خراب للذة.. بدل تمتع الإنسان بطرق تحلق فيه بين فضاءات الجمال تبادلاً مع نظيره النوعي.. بنت تسعد حبيبها ويسعدها، ورجل يحنو على امرأته.. الخاصة به من دون نساء الكون.. مشرعة له (أنى شاء):
“نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّىٰ شِئْتُمْ” البقرة 223 فأين الحرث.. أي الخُصب، في ما يأفكون، حين لم تعد حاجة اقتصادية للجدب في التناسل؛ لوفرة مصادر العيش بثراء فائض، بل صاروا يفتعلون الأزمات ويلقون بالمحاصيل في البحر.. لغزارتها.. كي يرفعوا الأسعار!
إذن الحاجة لتحديد النسل، انتفت من نشر المثلية المتفجرة في دول العالم بديلاً عن قنبلة نووية، وانتفت الحاجة الاقتصادية لتحديد السكان، وما عاد ثمة سبب للضخ المثلي الذي يحث على الشذوذ، بحيث بعض الدول الموالية لهذا التوجه تضع فقرة في معلومات اللجوء أو منح الفيزا أو القبول في الجامعة:
– موقفك من المثلية؟
جاعلين منها رسالة مقدسة، غير مرحب بمخالفها؛ لأن لهم أهدافاً جانبية على هامش السبب المعلن تسير بموازاته، تحولت من هامش الى متن بعد انتفاء الجوهر.. أي تحديد النسل، الذي لم يعد له مبرر بوفرة الطعام وسهولة البناء الجاهز للإسكان وثراء الخدمات (ما لم يتعمدون شُحها وهي ممكنة كما يحصل في العراق وأمثاله).
صار الهامش متناً؛ لأن أسباباً أخرى ترافقه، مثل تهديم بنية المجتمعات المُراد السيطرة عليها، بتفنيد قيم الدين والرجولة ووفاء المرأة لزوجها وأسرتها وإشاعة الانحلال في التنصل من حرمات الإسلام واجتناب محلالاته الأطهر:
“أتأتون الذكران من العالمين وتذرون ما خلق لكم ربكم من أزواجكم بل أنتم قوم عادون” الشعراء: 165 ، 166 و”قال هؤلاء بناتي إن كنتم فاعلين، لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون” الحجر: 71 ، 72.
الإرادات العالمية الكبرى المتحكمة بالكرة الأرضية، لها منافع في تفنيد الإسلام، انطلاقاً من عجيزة الرجل وهوى المرأة.. شاذةً.. بمرأة مثلها، ونشر آفة إدمان المخدرات وسواها مما جعل العراق ودولاً أخرى مستهدفة، ساحات مفتوحة للاحتلال العسكري في عشرين يوماً 91 شباط – 9 نيسان 2003 تداعت بغداد.. منهارة.. تحت سرفات الدبابات الأمريكية، وتداعى الإسلام المرائي وليس الإسلام الحق، متمزقاً بين عمائم سود تخبئ مخدرات وقادة رأي إسلاميين يطيلون الحديث عن النزاهة وهم حماة المفسدين.
إذن تعاتب من، و… “فيك الخصام وأنت الخصم والحكم” فلا تنسوا مهما تسلطتم على مقدرات بلد لكم فيه ما تتمنون.. لا رادع ولا مقوِّم ولا معترض.. من تكلم قتلتوه ومن سكت مات كمداً، ثمة أرض تنقلب تحت أقدامكم.. ألا تتأسون بـ “زاغور صدام” والغرفة التي أقدم فيها هتلر على قتل إيفا والانتحار، وجزيرة سانت هيلانه التي ضاقت بنابليون و… كثير سواهم ممن دالت لهم الحياة ثم هوى مجدهم من فوق الثريا الى تحت الثرى!
الدين صامت والقانون محيد والمثلية تنتشر مثل النيران التي نشبت في مزارع الحنطة والشعير والرز، التي قدرها مهندسو الزراعة بأنها ستحقق اكتفاءً ذاتياً للعراق ويفيض منها للتصدير ما يحقق وارداً يساعد النفط في الموازنة؛ فأحرقوا الاكتفاء الذاتي كي نستورد مجبرين على خدمة دول الجوار!
ولسوف يلزموننا بالشذوذ، وإلا نجرد من الجنسية.

أخبار ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار