المحلية

كم مرة ستضيع أهداف الفقراء؟

ــــــــــــــــــ
أسير في الشارع..أرى الكسبة والشحاذين وأبناء السبيل، وهم يسيرون فوق أديم من أغنى ثرى الأرض..أفكر بالفساد الذي يمتص نسغ حياة هؤلاء كما تفعل الطفيليات مع النبت المورق..واذكر أنْ لم يجرِ شيء ملموس لمحاربته..شيء واضح يقنع الملايين ان حياتهم ستكون أفضل. واذكر السكوت المريب عن الموضوع بعد أن ظل سنوات موضوع الساعة الساخن الأول..لغاية نهايات عام 2019، عندما تم تحويل الشعارات التي انطلقت بها الاحتجاجات (محاربة الفساد، توفير العمل، تحسين المعيشة والخدمات) باتجاه تجيير سياسي زائف ضد الحشد و ايران. من يومها لم يعد يُذكر موضوع الفساد الا نادرا. أما الحقيقة..أما الملايين التي تعاني شظف العيش..فهي على حالها..بل صارت أوضاعها أصعب..ارتفاع سعر الدولار شدد الخناق أكثر. لا شيء سوى أنباء غامضة عن مداهمة او اعتقال هذا الشخص أو ذاك…او بيانات تعميمية مضببة لهيئة النزاهة كما كان الحال سابقا. ماذا عن محاكمات علنية شفافة تتيح للشعب المحروم رؤية ما يجري حقاً؟ لماذا لم يعد الفساد موضوع الساعة الساخن الأول؟…لقد بررتم بصمتكم هذا يا أدعياء النشطاء والمدنية والاصلاح…كل الشبهات التي كانت تحوم حول غاياتكم الحقيقية وما قيل عن “المندسين”..فالشعب ما زال فقيرا…الحقائق لا تزول بتوقف الدعاية والتحريض…وصمتكم نفسه اصبح صيحة عالية الصوت ضدكم انتم انفسكم: متهمون بتضييع غضبة الشعب، كالفاسدين أنفسهم! يا من ضيعتم كل احتجاج شعبي مشروع على امتداد الاعوام الماضية، بالثورويات الوطنجية المزيفة. هل تعرفون ثقافة المراجعة والاعتذار والتصويب؟ أشك في ذلك. الوقائع نفسها تشير الى انكم لا تفعلون ولن تفعلوا، لأنكم أصلا لستم كذلك.
-حسن حنظل النصار

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار