المحلية

كتب الدكتور حسن الحسناوي : بلا معايير موضوعية و وحدات قياس دقيق وصادقة لا نتطور

بلا معايير موضوعية و وحدات قياس دقيق وصادقة لا نتطور …..
الدكتور حسن الحسناوي
خلق الله سبحانه وتعالى الكون وفق معايير وموازين غاية في الدقة والعظمة فكان الخير والشر والحق والباطل والنور والظلام وغيرها … وكلٌ في ميزان دقيق … فلا حياة بلا ميزان .
ومن خلال متابعاتنا في الاونة الاخيرة للمشهد الرياضي لاحظنا ظهور وصف جديد متداول في هذا الوسط وهو اللاعب المحلي واللاعب المغترب والمدرب المحلي والمدرب الاجنبي … حتى تحول هذا الوصف الى معيار ومقياس للحكم على من يجب ان يمثل منتخبات العراق او يعمل معها … لا بل وصل الامر الى الحد المبالغ فيه وتم طرح مقترح تشكيل منتخب للمغتربين ومنتخب للمحليين وهناك من يؤيد ذلك وبقوة وهذه هي الطامة الكبرى لا بل هناك من اعتبر هذا مشروعاً عبقرياً ولا يعلم ان هذه العملية هي زراعة اول بذرة خبيثة للتمييز والعنصرية بين ابناء الوطن الواحد … وكأن امراض السياسة انتقلت الى الرياضة وهي بالفعل قد انتقلت . في منتصف ثمانينات القرن الماضي عندما شكل المدربين البرازيليين في العراق اربعة منتخبات لم يكن المعيار هو اللاعب المحلي واللاعب المغترب ولم يكن ابن المحافظات او ابن العاصمة بغداد بل كان المعيار هو المستوى الفني اضافة الى مراكز اللعب وعدد شاغليها .
انا لا استغرب من هكذا طرح لان معايير الحكم في العراق قد اصبحت هكذا وقد ضاعت الموازين وضاع معها مقياس الكفاءة والنزاهة والاخلاق والدليل هو واقع الحال الذي نراه .
و كأننا نريد ان نقيس درجة الحرارة بالسنتيمتر او نقيس المسافة بالكيلوغرام . لذا علينا ان ندقق في معايير العمل كقاعدة للتقييم . فهناك عشرات المدربين المحليين الموهوبين والكفوئين الذين يحلمون بفرصة كي يثبتوا كفائتهم وقدرتهم وهناك من المدربين الموهوبين الذين يبحثون عن فرصة التطوير ولا يجدوها وكذلك الحال بالنسبة للاعبين سواء كان داخل العراق او خارجه . فلتكن معايير الاختيار وفق ادوات القياس الموضوعية والصادقة في قياس الحالة المراد قياسها ولنترك عبارة مغترب ومحلي ونقول اللاعب العراقي .

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار