المحلية

صوتهم ب ٥٠ الف دينار عراقي

حيدر الموسوي

يتسائل سائق تكتوك يسكن في عشوائية ما مع عشرة افراد في مساحة لا تزيد عن خمسين متر مربع والأدهى انها ايجار عن جدوى الانتخابات بالنسبة له
هو يتحدث من انه يقبل ان يبيع صوته وذويه ب ٥٠ الف دينار للفرد الواحد حتى يصبح المبلغ ٥٠٠ الف وبالنسبة اليه مبلغ كبير ومهم هذا كل تصوره لا اكثر ولا يعلم ماذا تعني مجالس المحافظات من الأصل ومن سيكون هذه كلها غير مهمة بالنسبة له ولا يريد ان يعرف اي شيء عنها سوى من يدفع اكثر سيصوت له ، مثل هذا عدد كبير جدا من المسحوقين وليس لديهم سوى كسب قوت يومهم الطعام والملبس ولا يفكروا بمستقبل او اكثر من ذلك
هذا لم يأتي بالتاكيد إلا بعد تجهيل استمر لسنوات طويلة
عن طبيعة ما يجري في ادارة الدولة
ملصقات بدات تغزو بغداد اسماء لا يعرفها احد من الاصل ولفت انتباهي وجود بين الأسماء من المرشحين الممثلة العراقية اسيا كمال ولا نعلم ماذا تفعل هذه الفنانة وما ذا تريد من ترشحها لمجالس المحافظات ومالذي ممكن ان تقدمه في مجال التشريع والرقابة
ملصقات اخرى لنساء يعرضن اجسادهن ومفاتنهن بطريقة إعلان المسرح واحدة منهن صعدت على خشبة المسرح في محفل انتخابي كان المراهقين ينظرون إلى أردافها وملابسها الداخلية الظاهرة من خلف الثياب المشلوحة التي ترتديها وهم مبتسمين ويشعرون بالنشوة
لا أعلم إذا كانت تلك العينات تقدم درس في التعليم او التربية او تطوير تجربة الحكومات المحلية لكن أنا واثق من ان لديهن مهارات اخرى قد تصل إلى الرقص الشرقي بامتياز او كيفية اصطياد اموال السياسين او رجال الاعمال
عن طريق النوم تحت السرير هذا ما يخص بعض الاحزاب مثل قائمة نحن امة والتحالف المدني وغيرها
احزاب إسلامية ما زالت تقدم النموذج الاخر من النساء اللواتي يلبسن زي العباءة والحجاب وشعار البناء وغيرها
اما ملصقات اخرى تعود لاسماء معينة بعنوان المرشح المستقل هؤلاء كبقايا الطعام الفائض عن الحاجة فهم ليس لهم لا طعم ولا لون ولا رائحة والهدف من الترشيح لمجرد تشتيت الأصوات لان من البديهيات انهم لن يفوزوا إلا إذا كان واحد او اثنين بالكثير غير مستقلين وترشيحه جاء بدعم طرف سياسي معين
الغريب ان فكرة الانتخابات لم تعد لها اي حافز حقيقي لدى الاغلبية الصامتة المتفرجة وتقتصر القصة على جمهور حزبي ومشاركة خفيفة لجماعات الفقر والعوز مقابل مبالغ مالية او طعام او غيرها
المصيبة الاكبر من كل هذا اننا ليس لدينا بالنتيجة اي خيار سوى الاحتكام للصندوق الانتخابي لاختيار من يكون عضو مجلس محافظة او حتى عضو برلمان في الانتخابات التشريعية لان هذه هي الديمقراطية وهذه الية التنافس ومن يريد ان يرشح لا احد يمنعه الساحة مفتوحة لكل من هب ودب هنا يبقى الامل معقود على وصول جزء معين من الطاقات والكفاءات الموجودة داخل القوائم على امل ان تصل وتغير الصورة السابقة لطبيعة عمل تلك المجالس

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار