الثقافيةالمحليةمقالات

‘صحافة المواطن’.. بين المحتوى الهابط والإيجابي

محمد فاضل الخفاجي :
برزت صحافة المواطن، المعروفة أيضًا باسم الصحافة التشاركية، كلاعب رئيسي في المشهد الإعلامي الحالي. ويشير إلى فعل الأفراد العاديين الذين ينقلون الأخبار والمعلومات باستخدام منصات مختلفة على الإنترنت.

ومع ذلك، فإن المحتوى الذي ينتجه الصحفيون المواطنون غالبًا ما يتعرض لآراء متناقضة فيما يتعلق بجودته ودقته. فمن ناحية، تسمح صحافة المواطن بمجموعة متنوعة من وجهات النظر ولديها القدرة على سد الثغرات الحرجة في التقارير التقليدية. ومن ناحية أخرى، هناك مخاوف بشأن مصداقية وموثوقية المحتوى الذي ينتجه أفراد ذوو تدريب صحفي محدود. سوف يستكشف هذا المقال ازدواجية صحافة المواطن، مع تسليط الضوء على جوانبها السلبية والإيجابية.

ان أحد الانتقادات الرئيسية ضد صحافة المواطن هو وجود محتوى منخفض الجودة ومضلل. وبما أنه يمكن لأي شخص نشر الأخبار دون إشراف تحريري، فإن خطر نشر معلومات كاذبة يزداد بشكل كبير. يمكن أن يؤدي غياب الرقابة التحريرية المناسبة وعمليات التحقق من الحقائق إلى إنشاء ونشر “أخبار مزيفة” أو روايات متحيزة. وهذا يقوض مصداقية صحافة المواطن ويشكل تحديات خطيرة أمام مستهلكي وسائل الإعلام الذين يكافحون للتمييز بين المعلومات الدقيقة والمضللة.
ومع ذلك، سيكون من الظلم التغاضي عن التأثير الإيجابي لصحافة المواطن. يتمتع هذا النوع من التقارير بالقدرة على الكشف عن القصص التي فاتتها وسائل الإعلام التقليدية أو لم يتم الإبلاغ عنها بشكل كافٍ. فهو يمكّن الأشخاص المتأثرين بشكل مباشر بحدث أو قضية من إسماع أصواتهم، وكسر احتكار الأخبار السائدة. غالبًا ما يتمتع متهني صحافة المواطن بفهم عميق للمجتمعات المحلية ويمكنهم تقديم رؤى قد يتم تجاهلها لولا ذلك. إن إضفاء الطابع الديمقراطي على إنتاج الأخبار يشجع مجموعة متنوعة من وجهات النظر، مما يجعلها أكثر تمثيلاً للمجتمع الذي تخدمه.
وفي الختام، فإن مجال صحافة المواطن هو سيف ذو حدين. وفي حين أنها توفر منصة للأفراد للتعبير عن آرائهم والمساهمة في الخطاب العام، إلا أنه لا يمكن تجاهل المخاطر المرتبطة بالمعلومات الخاطئة ونقص المعايير المهنية. باعتبارنا مستهلكين للأخبار، من الضروري بالنسبة لنا إجراء تقييم نقدي لمصداقية وموثوقية مصادر صحافة المواطن. علاوة على ذلك، يجب على الصحفيين المواطنين أنفسهم أن يسعوا جاهدين لتحقيق الدقة والممارسات الأخلاقية لإعداد التقارير من أجل إرساء مستوى أكبر من الثقة والمصداقية في عملهم. يكمن مستقبل صحافة المواطن في تحقيق التوازن بين تمكين الأفراد من الإبلاغ عن تجاربهم وضمان الالتزام بمعايير إعداد التقارير المسؤولة”.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار