المحلية

بعيداََ عن الانتخابات.. استراتيجية شبابية خلاقة .. !

حسين الذكر

قبل 2003 في ظل الحروب والحصار انشغل العراق بما لم تتح له تطبيق برامج استراتيجية شبابية طموحة .. مما انعكس بتدني مستوى التعليم والرياضة والشباب جراء تلك التبعات الثقيلة التي جعلت من أمن النظام آنذاك أولوية ثابتة متقدمة على كل شيء . الحال استمر تقريبا – على ذات الوتيرة بعد 2003 مع فارق نسبي ببناء الملاعب والمدن الرياضية والمنتديات الشبابية ، الا ان معوقات عدة منعت الإفادة القصوى من هذه الطفرات النوعية ولأسباب معلومة : ( من قبيل الارهاب والحروب والصراعات الحزبية والمكوناتية واستشراء الفساد وتغليب المصالح الخاصة مع انحسار ملحوظ بالإحساس الوطني وما ترتب من آثار سلبية جدا على المنشيء والانسان معا ) ..
قبل سنة انطلقت حكومة السيد محمد شياع السوداني باطلاق خطط ومشاريع داعمة للرياضة والشباب والتعليم وان لم تبرز الاثار الإيجابية بشكل عاجل الا ان الأسس الصحيحة تنبيء بنتائج مستقبلية واعدة يمكن البناء عليها في استراتيج متكامل لبناء جيل صحي متعلم واثق واعي قادر على تحمل مسؤولياته الوطنية والمجتمعية وقيادة ركب الامة في المستقبل القريب – ان شاء الله – وهذا صلب ما ينبغي ان تكون عليه الرؤى الاستراتيجية عامة .
لقد وصلتني دعوتين في غاية الأهمية تصب في صلب الموضوع الأولى من الاخوة في تحالف نبني التي ستعقد جلسة حوارية بعنوان ( الرياضة والشباب بين الإجراءات والممارسات لتنمية اجتماعية فاعلة ) والثانية من المستشار د.عدنان السراج تتعلق بإطلاق مبادرة دولة رئيس مجلس الوزراء في (العودة إلى الدراسة) من خلال دورات تقوية مجانية بشكل كامل للراغبين بأداء الامتحانات الخارجية للدراسة الإعدادية . وتنفذ هذا العام في محافظات ( بغداد – كركوك – صلاح الدين- ديالى – النجف الأشرف- ذي قار – المثنى – ميسان).
دعوة الجلسة الحوارية للرياضة والشباب وان بدت في أجواء انتخابية بحتة الا ان الحضور الرمزي والنوعي والمكاني وطرحه الخاص بشريحة واسعة من أبنائنا يعد خطوة متقدمة ستسهم حتما في تقديم ملف الشباب كاولوية لا يمكن تجاوزها من قبل الاجهزة التنفيذية والتشريعية في دورات وخطط قادمة .. بل ربما تسهم الانتخابات ومتطلباتها في تحويل هذا الملف كخطاب انتخابي متطور يجعل من الرياضة والشباب استراتيجية يجب البناء عليها في تطور واضح بالعقلية القائدة لانتقاء الملفات وتوظيفها الأمثل اجتماعيا ووطنيا وهنا لب وجوهر المطلوب بمعزل عن التوقيت الانتخابي .
يعد ملف التعليم والشباب ملفا حيويا يمكن له ان يسهم تماما بمعالجة تداعيات كل الاجندات والظواهر السيئة ( التي ضربت أعماق مجتمعنا خاصة بعد 2003 حيث فتحت الأبواب وتطورت عمليات الاتصال والتواصل مع هامش الحرية غير المنضبط الذي عاشه المجتمع) .. وما نبني عليه من آمال في الالتفات الحكومي كمبادرة تعزز دور التعليم وتخفف ضغط التسريب والفشل الطلابي .. هنا لا بد من الإشارة للسادة للمعنين في التربية والاخوة القائمين على المبادرة بنقطة جوهرية خطيرة ساهمت فعلا بتسرب الطلاب وفشلهم بالتعليم بل كانت سببا رئيسيا لانضمام بعضهم والانخراط بادوار سلبية .. وذلك من خلال منع بعض الطلبة بقرار قسري – لا مبرر لوجوده – من مواصلة الدراسة بكل فروعها الصباحية والمسائية والأهلية وعدم السماح لهم بأداء الامتحانات الا عبر ( الخارجي ) بكل اشكالاته المعروفة سيما وان المشمولين ما زالوا بريعان الشباب ويمثلون مرحلة عمرية هي باوج العطاء والدفق العضلي والعقلي والسمو الفكري والطموح الحياتي .

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار